أخبار عاجلة

باحث: الحوار الثقافى مع الأفارقة أهم قوة ناعمة مصرية بالقارة

قال الباحث أحمد محمود حربي؛ إن مراعاة مصر الوافدين الأفارقة وإتاحة فرص التكيف والاستقرار لهم على أراضيها؛ أحد أبرز أذرع قواها الناعمة بالقارة السمراء، مشيرا إلى أهمية استعادة دورها التاريخي على المستوى التنويري والثقافي والاجتماعي بين شعوب أفريقيا خلال المرحلة الراهنة.

وحصل الباحث على درجة الدكتوراه في العلوم الإنسانية؛ مع تبادل رسالته بين الجامعات المصرية؛ بقرار لجنة علمية للمناقشة؛ مساء أمس؛ بجامعة عين شمس، ضمت الدكتور مصطفي إبراهيم عوض أستاذ الأنثروبولوجيا والدكتور رشاد عبد اللطيف نائب رئيس جامعة حلوان الأسبق
والدكتور صالح سليمان أستاذ علم الاجتماع بآداب عين شمس والدكتور عبد النبي خاطر أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية، وذلك قبل أيام من انطلاق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الحادية والخمسين تحت عنوان “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع ” .

استهدفت الدراسة؛ التعرف علي ميكانزمات التكيف الإجتماعي لدي الوافدين والنازحين الأفارقة المقيمين في القاهرة بمدن البعوث الإسلامية؛ في ضوء متغير التراث الثقافي الشعبي؛ ممثلا في الحكاية الشعبية؛ حيث أجريت المقابلات المتعمقة مع تلك الحالات للتأكد من بعض البيانات، وتدعيماً لعمق الدراسة طبق الباحث طريقة دراسة الحالة، باختيار عشرين حالة لدراستها بشكل مركز في مدينة البعوث الإسلامية.

توصل الباحث إلى حدوث تغير فى مجموعة القيم السائدة التى يحملها المهاجرون من القبائل الإفريقية “النيجيرية” وتحديد شكل سلوكهم فى مجتمعهم الجديد، وسيادة القيم الاقتصادية بينهم؛ تليها القيم السياسية ثم الاجتماعية؛ وأخيراً الجمالية، فيما تغيرت طريقة تناول الحكاية الشعبية في مجتمع البحث وبعض التقاليد الموروثة الخاصة بالممارسات الثقافية نتيجة الاحتكاك الثقافي بالموروثات الثقافية للبلد الحاضن، مؤكدا أن هذا الاحتكاك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحولات التي تعيشها المجتمعات.

وأثبتت الدراسة؛ أن لمصر دورا سياسيا وتنويريا وثقافيا واجتماعيا؛ مؤثر بالقارة الأفريقية؛ تتغير طبيعته بين القوة والضعف تبعاً لقوتها، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة وهيمنة السلطات الغربية على مجريات الأمور العالمية وتعمد تهميش الدور المصرى فى القارة الأفريقية وتوجيه اهتمامه إلى العروبة والشرق أوسطية.

وأوصت الدراسة؛ بعدم التركيز كلية على الجانب الأمني فقط في دراسة قضية تواجد الوافدين؛ خاصة الأفارقة منهم؛ داخل المجتمع المصري، لأن دراسة المستوطنات البشرية تصاحبها النظم الاجتماعية والخدمات العامة التي لا يحدث التكامل بدونها، وعلى المهتمين بشأن تواجدين الأفارقة بمصر اعتبار تكيفهم في مجتمعها من القوى الناعمة في مسألة الأمن القومي المصري والبعد الإفريقي؛ والطريقة المثلي لتنمية دور مصر في القارة باعتباره بعدا استراتيجيا للأمن القومي.

كما أوصت؛ بالاهتمام بالعلاقات الأفريقية لأنها تساعد على الاستقرار؛ ودعم خدمات التعليم الجيد والبرامج التثقيفية؛ وحصر وتسجيل المهاجريين إلى الداخل المصري بشكل دقيق لتجنب تكوين جيوب سواء إجرامية تؤثر سلبا على العادات والقيم الاجتماعية بالمنطقة، ووضع ضوابط لعملية الهجرة من الدول المجاورة؛ والاهتمام بالمجتمع الثقافي والتراثي الشعبي وتوفير خدمات التوثيق والرصد لاستيعاب أية مظاهر تراثية قد لا تلائم العادات والأعراف المصرية، مع تشجيع المبادرات الخاصة من قطاعات المجتمع المدني للتواصل مع ثقافات وتراث المهاجرين ومحاولة التوصل إلى مشترك ثقافي، والاهتمام بمختلف القضايا الأفريقية بشكل متعادل دون تفرقة.