برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وللعام الثاني على التوالي ، وفي عرس ثقافي مصري يتجدد كل عام ، تبدأ غدا الأربعاء 22 يناير 2020 فعاليات الدورة 51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب ، بقيادة واعية من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ، والدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب مع شركاء استراتيجيين وإعلاميين ورعاة وطنيين ، وناشرين من كل أنحاء العالم ، وفريق عمل متفاني ، ومن فخر وشرف أن تكون شخصية المعرض هذا العام هو المفكر المصري الأصيل جمال حمدان ، وضيفة الشرف دولة السنغال تتويجًا لرياسة مصر للاتحاد الأفريقي العام الماضي .
ولأن القانون هو عماد تقدم الأمم والشعوب ، فلا حياة لوطن دون منظومة قانونية راسخة .. تحدد للمواطنين حقوقهم ، وتبصرهم بواجباتهم تجاه بعضهم البعض ، وقبل الآخرين ، وسيظل الكتاب هو الرافد الرئيس ، والصديق الوفي ، لكل مشتغل بالقانون ، وعادة ما تتوافد الجامعات والأكاديميات القانونية والمؤسسات القانونية ، على منافذ كتب القانون في معارض الكتاب حول العالم ، ليضيفوا لمكتباتهم الجديد من تلك الإصدارات باللغات المختلفة ، دعما للباحثين والطلاب ، واستدامة لتحديث الفكر والعقل الجمعي القانوني .
ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب واحدًا من أهم المصادر المتكررة سنويًا للكتب القانونية ، لحرص المصريين والمقيمين والجاليات العربية والأجنبية ، على شراء أحدث ما تجود به قرائح فقهاء القانون والكتاب في مصر وكذلك مختلف الدول العربية والأجنبية ، كما تحتل الدوريات القانونية مكانًا بارزًا في اهتماماتهم لنشرها الأحكام القضائية والأبحاث العلمية وشرح للاتفاقيات الدولية التي تساهم في تطوير الفكر القانوني العالمي ، وتلاقي للرؤى الثقافية حول الموضوعات المثارة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية .
ويتميز معرض القاهرة الدولي للكتاب عما سواه من تلك القوة البشرية المتنامية المترددة على المعرض كل عام ، على نحو يدفع الناشرين والمؤلفين إلى طرح ما يحقق طلبات القراء بشتى اهتماماتهم القانونية والتشريعية والقضائية،وهو ما يدعو الكثير من المتخصصين إلى ترقب هذا المعرض المهم كل عام للتواصل مع الناشرين للاتفاق على خطط سنوية للنشر بما يلبي احتياجات المخاطبين ، ومن ثم يسهم في دعم الأطراف الثلاثة ؛ الناشر والمؤلف والقارئ ، ويمثل بالتالي قوة ناعمة فاعلة للأوطان والشعوب على حد سواء .
وقد طفت معظم معارض الكتاب حول العالم ، عبر أكثر من أربعين عاما من نعومة أظافري ، ومرورًا بمراحل الطفولة والشباب والكهولة ، وأنفقت مبالغ طائلة خلالها سواء للسفر والإقامة من ناحية لوجستية ، أو لشراء آلاف الكتب والدوريات من ناحية علمية ، وأعترف لك صديقي القارئ أن لمعرض القاهرة مذاقًا خاصًا ، ونكهة متميزة ، وإحساسًا لا يقارن ، ربما لتزامن تأسيسه مع سنة ميلادي ( 1967 ) ولعل هذا ما يخفف عندي من ارتباط هذا العام بالنكسة !!
وتتداعى إلى ذاكرتي مشاهد ومواقف تدعو للفخر والاعتزاز بمصريتي التي تجري في أوصالي مجرى الدم في العروق ، فأذكر المغفور له الدكتور سمير سرحان أحد أهم رؤساء الهيئة والمعرض واللجنة العليا ، الذين أحدثوا طفرات نوعية مذهلة عبر سنوات طويلة في أجنحة المعرض أو ابتكار الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة ، وكان لي شرف المشاركة في عدد كبير منها ، وسجل معرض عام 2001 ( لم يتجاوز عمري 33 عاما ) حدثًا فريدًا في حياتي حيث أكرمني المولى عز وجل بفوز كتابي ( طابا مصرية ) بحائزة أفضل كتاب لعام 2000 ، وأقام لي وزير العدل حينها المغفور له المستشار فاروق سيف النصر احتفالية كبرى مازال صداها محفور في وجداني.
وتمر بي سنوات متتالية بمعرض الكتاب ؛ ليأتي هذا العام 2020، ويزدان بإصدارات موسوعة الثقافة القانونية والتي أتشرف بالإشراف العام عليها ، وتعد نافذة تنويرية للقارئ العام وليس المتخصص في القانون ، بحيث يستطيع من خلالها تكوين قاعدة معلومات قانونية مبسطة وموثقة في ذات الوقت ، وقد صدر منها عددا كبيرا من الإصدارات بأسعار رمزية نظرا لتنازل المؤلفين والمشرف العام عليها عن تقاضي أي مقابل مادي ، وسيصدر منها في معرض هذا العام ، مجموعة عناوين متميزة .
تحية تقدير وإجلال لفخامة الرئيس السيسي لرعايته الكريمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب للعام الثاني على التوالي .. وبالقانون تحيا مصر.
*الكاتب قاض مصري
elkady67@gmail.com