عندما أطل العام 1920، لم تكن مصر قد تجاوزت بعد أحداث ثورة 1919، التي شهدت تكاتف المصريين صفًّا واحدّا، للتعبير عن تذمرهم للاحتلال البريطاني لبلادهم، بينما يبزغ نجم الفكر الليبرالي في المجتمع، ويصعد ممثلوه إلى مقدمة صفوف النخبة في مختلف المجالات.
شرارة ثورة 1919 امتدت لتشمل عددا من الدول العربية، لتصنع عاما مميزا في ذاكرة شعوب المنطقة، خصوصا وأنه شهد ميلاد عدد من الشخصيات التي احتلت مكانا بارزا في التاريخ الفني والثقافي لبلدانها، ونتسذكرهم في المئوية الأولى لميلادهم. كما يحتفي معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الحالية بالذكرى المئوية لميلادهم.
ثورة في فلسطين والعراق
في 1920 كان الحراك الأول لشعب فلسطين ضد الاستعمار البريطاني، وامتدت الشعلة إلى العراق، حيث قامت “ثورة العشرين”، ضد المستعمر نفسه، نتيجة لعدم وفاء الحلفاء بوعودهم فيما يخص استقلال البلاد العربية عقب الحرب العالمية الأولى.
إلا أن الأحداث السياسية البارزة لم تتوقف عند هذا الحد، ففي 8 مارس 1920 أعلن المؤتمر السوري العام استقلال سوريا العربية تحت اسم “المملكة السورية العربية” وتتويج الأمير فيصل بن حسين ملكًا عليها بعد سلسلة من المباحثات المكثفة التي أجراها المؤتمر مع أنصاره.
وفي العام ذاته قامت الحرب السورية الفرنسية، وفي معركة شهيرة هي معركة “ميلسون” هُزم السوريين، وبعدها تحركت القوات الفرنسية صوب دمشق واستولت عليها في 24 يوليو، وبعد يوم واحد شُكلت الحكومة الموالية لفرنسا برئاسة علاء الدين الدروبي.
أما لبنان، فاستطاع التخلص من الحكم العثماني، لكن ليقع تحت هيمنة فرنسا، تبعًا لما تم الاتفاق عليه بعصبة الأمم في العام ذاته. وفي سبتمبر أعلن الجنرال “جورو” قيام دولة لبنان الكبير، معلنًا بيروت عاصمة لها، وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً.
خطوات مصر للأمام
وبالنسبة لمصر، حمل العام العديد من الأحداث الفارقة في تاريخها، فقد كان المصريون يسعون لجني ثمار ثورة 1919، واجتمع الوفد المصري في 18 أغسطس 1920، بزعامة سعد زغلول مع الوفد البريطاني لوضع صيغة الاعتراف باستقلال مصر، بالإضافة إلى الحدث الأهم اقتصاديًا وهو إنشاء بنك مصر على يد الاقتصادي العظيم طلعت حرب، والذي تم الإعلان عنه في يوليو 1920، ليكون بذلك أول بنك مملوك للمصريين بشكل كامل.
هذا بالإضافة إلى النشاط الرياضي الملحوظ في تلك السنة، حيث شاركت مصر في بعثة الدورات الأوليمبية لثاني مرة في تاريخها، بـ22 رياضيًا. كما شهد العام تأسيس عدد من الأندية الرياضية، أبرزهم النادي المصري (18 مارس)، في ذروة الوهج الوطني المصري الرافض للاحتلال البريطاني بعد ثورة 1919، وكان أول ناد ببورسعيد يسمح للمصريين بعضويته.
مشاركة النساء في ثورة 1919 كان لها ثمارها في العام التالي، 1920، حيث كانت “عباسية أحمد فرغلى”، الفتاة الصعيدية، أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة السيارة.
مئويات المواليد
بعيدًا عن الأحداث السياسية والاجتماعية، فإن عام 1920 قدم للتاريخ المصري والعربي عددا من أهم رواد الثقافة والفن والمجتمع والسياسة، من أبرزهم الملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، حيث عمّت مظاهر الاحتفال أرجاء مصر كلها، وخصصت جريدة الوقائع المصرية عددًا كاملًا عن ولي العهد.
مواليد العام 1920 كان بينهم العديد الذين نقشوا أعمالهم وكتاباتهم بارزة في الوجدان العربي، مثل الشيخ سيد محمد النقشبندي صاحب الابتهالات الأشهر حتى اليوم والذي لقب بـ”صوت السماء”. النقشبندي ولد في 7 يناير 1920، ورحل 14 فبراير 1976، وكان يعرف بـ”أستاذ المداحين”، وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات، فصوته الأخاذ والقوي و المتميز، طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان الكريم لدى الشعب المصري بشكل خاص، والعربي عموما.
ملك الترسو وشهرزاد
ولا يمكن إغفال الاحتفاء بمرور 100 عام على ميلاد ملك الترسو، الفنان المصري “فريد شوقي”، الذي ولد في 30 يوليو 1920، ورحل في 27 يوليو 1998، يمتد تاريخه الفني لأكثر من 50 عامًا قضاها بين التمثيل والتأليف والإنتاج، فكتب سيناريوهات عديدة، بالإضافة إلى عمله مع أكثر من 90 مخرجًا ومنتجًا. وحصد شوقي شعبية كبيرة تعدت الوطن العربي إلى تركيا وقد عرف بـ”فتوة السينما المصرية”، ويقال إن المخرجين دائمًا ما كانوا يخاطبونه بصفته “فريد بك” على الرغم من عدم حصوله على لقب البكوية رسميًا.
ومن المواليد أيضا في ذلك العام الفنانة المصرية الكبيرة زوزو نبيل، التي ولدت في 6 يوليو 1920، ورحلت في 3 مايو 1996، وبدأت رحلتها مع الفن بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان واستمرت معها ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي، كان أول أفلامها السينمائية كان فيلم الدكتور في عام 1937. وقد شغلت زوزو نبيل العديد من المناصب، فكانت تقوم بتدريس مادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبد الوارث عسر، وعملت في الثقافة الجماهيرية حتى وصلت لدرجه وكيل وزارة، ثم عادت إلى السينما في العام 1989 بعد انقطاع استمر 10 أعوام.
اشتهرت نبيل بقدرتها على أداء الأدوار المركبة والصعبة، ما جعل مخرجي جيلها يضعونها على قائمة اختياراتهم، حتى أن المخرج حسن الإمام أشركها في 12 من أفلامه.
أبو غازي والخميسي
سنة 1920 دفعت لنا بالعديد من المفكرين والأدباء الذين أثروا الحياة الثقافية والأدبية بأعمالهم، منهم التشكيلي المصري بدر الدين أبو غازي، والذي شغل منصب وزير الثقافة المصري من نوفمبر 1970 إلى مايو 1971، وأشرف على إصدار المسح الاجتماعي الشامل للمجتمع “1952 – 1980″، والذي أطلق عليه البعض “وصف مصر الثاني”.
وشهد العام كذلك ميلاد الأديب عبد الرحمن الخميسي، الذي كتب في مختلف الألوان الأدبية، كالشعر والقصة والمسرح، كما عمل بالتمثيل والصحافة والتأليف الإذاعي والإخراج السينمائي وتعريب الأوبريت، بالإضافة إلى تأليف الموسيقى والأغاني كتابة ولحنًا، كما عمل مذيعًا وعرف بأنه “صاحب الصوت الذهبي”.
عاشق النيل
ومن أهم من ولدوا في 1920 العالم المصري رشدي سعيد الذي رحل في 2013، ويعد أحد أبرز رجال العلم في مصر وهو أستاذ في الجيولوجيا، تولي إدارة مؤسسة التعدين والأبحاث الجيولوجية في الفترة من 1968 – 1977 فكان له دور كبير في تنمية هذه المؤسسة، إلى جانب دوره في الاكتشافات التعدينية التي مكنت مصر من التغلب على ما فقدته بعد احتلال سيناء. أتيحت له فرصة العمل السياسي في فترة الستينات والسبعينات كعضو في مجلس الشعب وفي الاتحاد البرلماني الدولي. لتشمله في النهاية قرارات اعتقال 1981 ليتغرب ويضطر لبيع مكتبته العلمية ليستطيع الحياة في الولايات المتحدة. يُعد أيضا سعيد من أبرز خبراء الري وأحد العارفين بأسرار نهر النيل، وله كتب ومقالات عديدة حول التعدين والري والزراعة في مصر والمنطقة بوجه عام، وكان مشروعه الذي كرس له سنوات عمره، هو نهضة مصر والارتقاء بالإنسان المصري.
رئيسا الوزراء
ولد في العام نفسه الدكتور عزيز صدقي من مواليد يوليو 1920 ورحل في 25 يناير 2008، وكان رئيس وزراء مصر، تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة “قسم العمارة” عام 1944 وحصل على الدكتوراه في التخطيط الإقليمي والتصنيع من جامعة هارفارد الأمريكية عام 1950. وفي العام 1951 عمل صدقى بوظيفة مدرس بكلية الهندسة، وفي عام 1953 عين مستشارا فنيا لرئيس الوزراء ومديرا عاما لمشروع مديرية التحرير، واختير وزيراً للصناعة عام 1956 ليكون أول وزير صناعة مصري، ثم نائبا لرئيس الوزراء للصناعة والثروة المعدنية 1964 ثم مستشارا لرئيس الجمهورية في شئون الإنتاج 1966، وتقلد منصب وزير الصناعة والثروة المعدنية عام 1968، وأصبح عضوا بمجلس الأمة عام 1969 وعضوا بالمجلس الأعلى للدفاع المدني عام 1970، وعضوا باللجنة العليا للإعداد للمعركة 1972، وفي مارس 1972 عينه الرئيس أنور السادات رئيسا للوزراء ثم مساعداً لرئيس الجمهورية 1973، وكان له دور كبير في تحقيق النصر في حرب أكتوبر 1973.
الدكتور مصطفى خليل ولد في 18 نوفمبر ورحل في 7 يونيو 2008، وهو سياسي مصري، ولد في القليوبية، وكان رئيس وزراء مصر بين عامي 1978 و1980، ووزيراً للخارجية بين عامي 1979 و1980. عمل أول حياته مهندساً في مصلحة السكة الحديدية، حتى أتيح له أن يبتعث إلي جامعة إلينوي، وحصل على الماجستير وعلى الدكتوراه، ثم عاد وعمل بالسكة الحديد ستة أشهر، وانضم بعدها لهيئة التدريس في هندسة عين شمس أستاذاً مساعداً لهندسة السكة الحديد والطرق. وفي مارس 1956 اختير وزيراً للمواصلات في وزارة الرئيس جمال عبد الناصر وظل وزيراً للمواصلات حتى قامت الوحدة، وبقي وزيراً تنفيذيا للمواصلات طيلة أيام الوحدة ثم عاد وزيرا للمواصلات. ثم أصبح نائباً لرئيس الوزراء. ثم رئيسا للوزراء في 1978.
المشير حارس السماء المحرقة
المشير محمد علي فهمي من مواليد 11 أكتوبر 1920 ورحل في 11 سبتمبر 1999، و قائد عسكري مصري, شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وكان أول قائد لقوات الدفاع الجوي المصري منذ 23 يونيو 1969، وظل قائداً لها أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973. وكان قد استطاع تأسيس سلاح الدفاع الجوي الذي لعب دوراً حاسماً في معارك أكتوبر 1973، وكانت لحظة فاصلة في تاريخ العسكرية المصرية عندما انطلقت الصواريخ المضادة للطائرات التي زرعت الرعب والخوف في قلوب الطيارين الإسرائيليين، واستطاع القضاء على أسطورة التفوق الجوى الإسرائيلي، وأطلق عليه وصف “حارس السماء المحرقة”. وبعد نهاية حرب أكتوبر 1973 تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في 1975 وفي 1978 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مستشارا عسكريًا له.
عام فلسطين
كان العام 1920 كريما مع فلسطين، حيث أهداها الأديب والناقد إحسان عباس، والذي كان غزير الإنتاج تأليفًا وتحقيقًا وترجمة من لغة إلى لغة؛ فهو ناقد ومحقق وأديب وشاعر وفيلسوف ومؤرخ وكاتب وباحث موسوعي، ألف ما يزيد عن 25 مؤلفا بين النقد الأدبي والسيرة والتاريخ، وحقق ما يقارب 52 كتابا من أمهات كتب التراث، وله 12 ترجمة من عيون الأدب والنقد والتاريخ، على الرغم من كونه مقلًا في الشعر لظروفه الخاصة كونه معلمًا وأستاذا جامعيا، وقد أخذه البحث الجاد والإنتاج النقدي الغزير من ساحة الشعر والتفرغ له.
شرارة ثورة 1919 امتدت لتشمل عددا من الدول العربية، لتصنع عاما مميزا في ذاكرة شعوب المنطقة، خصوصا وأنه شهد ميلاد عدد من الشخصيات التي احتلت مكانا بارزا في التاريخ الفني والثقافي لبلدانها، ونتسذكرهم في المئوية الأولى لميلادهم. كما يحتفي معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الحالية بالذكرى المئوية لميلادهم.
ثورة في فلسطين والعراق
في 1920 كان الحراك الأول لشعب فلسطين ضد الاستعمار البريطاني، وامتدت الشعلة إلى العراق، حيث قامت “ثورة العشرين”، ضد المستعمر نفسه، نتيجة لعدم وفاء الحلفاء بوعودهم فيما يخص استقلال البلاد العربية عقب الحرب العالمية الأولى.
إلا أن الأحداث السياسية البارزة لم تتوقف عند هذا الحد، ففي 8 مارس 1920 أعلن المؤتمر السوري العام استقلال سوريا العربية تحت اسم “المملكة السورية العربية” وتتويج الأمير فيصل بن حسين ملكًا عليها بعد سلسلة من المباحثات المكثفة التي أجراها المؤتمر مع أنصاره.
وفي العام ذاته قامت الحرب السورية الفرنسية، وفي معركة شهيرة هي معركة “ميلسون” هُزم السوريين، وبعدها تحركت القوات الفرنسية صوب دمشق واستولت عليها في 24 يوليو، وبعد يوم واحد شُكلت الحكومة الموالية لفرنسا برئاسة علاء الدين الدروبي.
أما لبنان، فاستطاع التخلص من الحكم العثماني، لكن ليقع تحت هيمنة فرنسا، تبعًا لما تم الاتفاق عليه بعصبة الأمم في العام ذاته. وفي سبتمبر أعلن الجنرال “جورو” قيام دولة لبنان الكبير، معلنًا بيروت عاصمة لها، وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً.
خطوات مصر للأمام
وبالنسبة لمصر، حمل العام العديد من الأحداث الفارقة في تاريخها، فقد كان المصريون يسعون لجني ثمار ثورة 1919، واجتمع الوفد المصري في 18 أغسطس 1920، بزعامة سعد زغلول مع الوفد البريطاني لوضع صيغة الاعتراف باستقلال مصر، بالإضافة إلى الحدث الأهم اقتصاديًا وهو إنشاء بنك مصر على يد الاقتصادي العظيم طلعت حرب، والذي تم الإعلان عنه في يوليو 1920، ليكون بذلك أول بنك مملوك للمصريين بشكل كامل.
هذا بالإضافة إلى النشاط الرياضي الملحوظ في تلك السنة، حيث شاركت مصر في بعثة الدورات الأوليمبية لثاني مرة في تاريخها، بـ22 رياضيًا. كما شهد العام تأسيس عدد من الأندية الرياضية، أبرزهم النادي المصري (18 مارس)، في ذروة الوهج الوطني المصري الرافض للاحتلال البريطاني بعد ثورة 1919، وكان أول ناد ببورسعيد يسمح للمصريين بعضويته.
مشاركة النساء في ثورة 1919 كان لها ثمارها في العام التالي، 1920، حيث كانت “عباسية أحمد فرغلى”، الفتاة الصعيدية، أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة السيارة.
مئويات المواليد
بعيدًا عن الأحداث السياسية والاجتماعية، فإن عام 1920 قدم للتاريخ المصري والعربي عددا من أهم رواد الثقافة والفن والمجتمع والسياسة، من أبرزهم الملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، حيث عمّت مظاهر الاحتفال أرجاء مصر كلها، وخصصت جريدة الوقائع المصرية عددًا كاملًا عن ولي العهد.
مواليد العام 1920 كان بينهم العديد الذين نقشوا أعمالهم وكتاباتهم بارزة في الوجدان العربي، مثل الشيخ سيد محمد النقشبندي صاحب الابتهالات الأشهر حتى اليوم والذي لقب بـ”صوت السماء”. النقشبندي ولد في 7 يناير 1920، ورحل 14 فبراير 1976، وكان يعرف بـ”أستاذ المداحين”، وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات، فصوته الأخاذ والقوي و المتميز، طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان الكريم لدى الشعب المصري بشكل خاص، والعربي عموما.
ملك الترسو وشهرزاد
ولا يمكن إغفال الاحتفاء بمرور 100 عام على ميلاد ملك الترسو، الفنان المصري “فريد شوقي”، الذي ولد في 30 يوليو 1920، ورحل في 27 يوليو 1998، يمتد تاريخه الفني لأكثر من 50 عامًا قضاها بين التمثيل والتأليف والإنتاج، فكتب سيناريوهات عديدة، بالإضافة إلى عمله مع أكثر من 90 مخرجًا ومنتجًا. وحصد شوقي شعبية كبيرة تعدت الوطن العربي إلى تركيا وقد عرف بـ”فتوة السينما المصرية”، ويقال إن المخرجين دائمًا ما كانوا يخاطبونه بصفته “فريد بك” على الرغم من عدم حصوله على لقب البكوية رسميًا.
ومن المواليد أيضا في ذلك العام الفنانة المصرية الكبيرة زوزو نبيل، التي ولدت في 6 يوليو 1920، ورحلت في 3 مايو 1996، وبدأت رحلتها مع الفن بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان واستمرت معها ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي، كان أول أفلامها السينمائية كان فيلم الدكتور في عام 1937. وقد شغلت زوزو نبيل العديد من المناصب، فكانت تقوم بتدريس مادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبد الوارث عسر، وعملت في الثقافة الجماهيرية حتى وصلت لدرجه وكيل وزارة، ثم عادت إلى السينما في العام 1989 بعد انقطاع استمر 10 أعوام.
اشتهرت نبيل بقدرتها على أداء الأدوار المركبة والصعبة، ما جعل مخرجي جيلها يضعونها على قائمة اختياراتهم، حتى أن المخرج حسن الإمام أشركها في 12 من أفلامه.
أبو غازي والخميسي
سنة 1920 دفعت لنا بالعديد من المفكرين والأدباء الذين أثروا الحياة الثقافية والأدبية بأعمالهم، منهم التشكيلي المصري بدر الدين أبو غازي، والذي شغل منصب وزير الثقافة المصري من نوفمبر 1970 إلى مايو 1971، وأشرف على إصدار المسح الاجتماعي الشامل للمجتمع “1952 – 1980″، والذي أطلق عليه البعض “وصف مصر الثاني”.
وشهد العام كذلك ميلاد الأديب عبد الرحمن الخميسي، الذي كتب في مختلف الألوان الأدبية، كالشعر والقصة والمسرح، كما عمل بالتمثيل والصحافة والتأليف الإذاعي والإخراج السينمائي وتعريب الأوبريت، بالإضافة إلى تأليف الموسيقى والأغاني كتابة ولحنًا، كما عمل مذيعًا وعرف بأنه “صاحب الصوت الذهبي”.
عاشق النيل
ومن أهم من ولدوا في 1920 العالم المصري رشدي سعيد الذي رحل في 2013، ويعد أحد أبرز رجال العلم في مصر وهو أستاذ في الجيولوجيا، تولي إدارة مؤسسة التعدين والأبحاث الجيولوجية في الفترة من 1968 – 1977 فكان له دور كبير في تنمية هذه المؤسسة، إلى جانب دوره في الاكتشافات التعدينية التي مكنت مصر من التغلب على ما فقدته بعد احتلال سيناء. أتيحت له فرصة العمل السياسي في فترة الستينات والسبعينات كعضو في مجلس الشعب وفي الاتحاد البرلماني الدولي. لتشمله في النهاية قرارات اعتقال 1981 ليتغرب ويضطر لبيع مكتبته العلمية ليستطيع الحياة في الولايات المتحدة. يُعد أيضا سعيد من أبرز خبراء الري وأحد العارفين بأسرار نهر النيل، وله كتب ومقالات عديدة حول التعدين والري والزراعة في مصر والمنطقة بوجه عام، وكان مشروعه الذي كرس له سنوات عمره، هو نهضة مصر والارتقاء بالإنسان المصري.
رئيسا الوزراء
ولد في العام نفسه الدكتور عزيز صدقي من مواليد يوليو 1920 ورحل في 25 يناير 2008، وكان رئيس وزراء مصر، تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة “قسم العمارة” عام 1944 وحصل على الدكتوراه في التخطيط الإقليمي والتصنيع من جامعة هارفارد الأمريكية عام 1950. وفي العام 1951 عمل صدقى بوظيفة مدرس بكلية الهندسة، وفي عام 1953 عين مستشارا فنيا لرئيس الوزراء ومديرا عاما لمشروع مديرية التحرير، واختير وزيراً للصناعة عام 1956 ليكون أول وزير صناعة مصري، ثم نائبا لرئيس الوزراء للصناعة والثروة المعدنية 1964 ثم مستشارا لرئيس الجمهورية في شئون الإنتاج 1966، وتقلد منصب وزير الصناعة والثروة المعدنية عام 1968، وأصبح عضوا بمجلس الأمة عام 1969 وعضوا بالمجلس الأعلى للدفاع المدني عام 1970، وعضوا باللجنة العليا للإعداد للمعركة 1972، وفي مارس 1972 عينه الرئيس أنور السادات رئيسا للوزراء ثم مساعداً لرئيس الجمهورية 1973، وكان له دور كبير في تحقيق النصر في حرب أكتوبر 1973.
الدكتور مصطفى خليل ولد في 18 نوفمبر ورحل في 7 يونيو 2008، وهو سياسي مصري، ولد في القليوبية، وكان رئيس وزراء مصر بين عامي 1978 و1980، ووزيراً للخارجية بين عامي 1979 و1980. عمل أول حياته مهندساً في مصلحة السكة الحديدية، حتى أتيح له أن يبتعث إلي جامعة إلينوي، وحصل على الماجستير وعلى الدكتوراه، ثم عاد وعمل بالسكة الحديد ستة أشهر، وانضم بعدها لهيئة التدريس في هندسة عين شمس أستاذاً مساعداً لهندسة السكة الحديد والطرق. وفي مارس 1956 اختير وزيراً للمواصلات في وزارة الرئيس جمال عبد الناصر وظل وزيراً للمواصلات حتى قامت الوحدة، وبقي وزيراً تنفيذيا للمواصلات طيلة أيام الوحدة ثم عاد وزيرا للمواصلات. ثم أصبح نائباً لرئيس الوزراء. ثم رئيسا للوزراء في 1978.
المشير حارس السماء المحرقة
المشير محمد علي فهمي من مواليد 11 أكتوبر 1920 ورحل في 11 سبتمبر 1999، و قائد عسكري مصري, شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وكان أول قائد لقوات الدفاع الجوي المصري منذ 23 يونيو 1969، وظل قائداً لها أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973. وكان قد استطاع تأسيس سلاح الدفاع الجوي الذي لعب دوراً حاسماً في معارك أكتوبر 1973، وكانت لحظة فاصلة في تاريخ العسكرية المصرية عندما انطلقت الصواريخ المضادة للطائرات التي زرعت الرعب والخوف في قلوب الطيارين الإسرائيليين، واستطاع القضاء على أسطورة التفوق الجوى الإسرائيلي، وأطلق عليه وصف “حارس السماء المحرقة”. وبعد نهاية حرب أكتوبر 1973 تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في 1975 وفي 1978 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مستشارا عسكريًا له.
عام فلسطين
كان العام 1920 كريما مع فلسطين، حيث أهداها الأديب والناقد إحسان عباس، والذي كان غزير الإنتاج تأليفًا وتحقيقًا وترجمة من لغة إلى لغة؛ فهو ناقد ومحقق وأديب وشاعر وفيلسوف ومؤرخ وكاتب وباحث موسوعي، ألف ما يزيد عن 25 مؤلفا بين النقد الأدبي والسيرة والتاريخ، وحقق ما يقارب 52 كتابا من أمهات كتب التراث، وله 12 ترجمة من عيون الأدب والنقد والتاريخ، على الرغم من كونه مقلًا في الشعر لظروفه الخاصة كونه معلمًا وأستاذا جامعيا، وقد أخذه البحث الجاد والإنتاج النقدي الغزير من ساحة الشعر والتفرغ له.
كتب: أميرة دكروري – جمال عاشور
“كتاب 50+1”