جمال عاشور
من شهرزاد بدأت الحكايا، وإليها تعود، لكن هذه المرة لم يكن شهريار جمهورها الوحيد، بل أحدهم فحسب، يستمع، ويتخيل، ويسافر مع الأقاصيص شرقا وغربًا، لكنه لا ينتظر الفجر، لأنه لا يملك قرار القتل، وهي لا تخشى الموت، فقد تعلمت – بجدارة – كيف تصنع الحياة.
العشرات من الشابّات المصريات صرن يجلسن على مقعد شهرزاد، يروين الحكايات بحنكة، ويبرعن في رسم تفاصيلها، وتزداد قدرتهن على السرد والإمتاع حكايةً بعد الأخرى، وقصيدة بعد الثانية، ويتنافسن على الجوائز الأدبية الكبرى في مصر والعالم العربي.لكلٍّ منهن قصتها، ولغتها الخاصة للتعبير عما بداخلهن من رؤى وتأملات وأحاسيس وأفكار وأحلام.
وفيما يلي نرصد أبرز حفيدات شهرزاد، اللاتي يشاركن في معرض القاهرة الدولي للكتاب بأعمالهن هذا العام..
نورا ناجي
تعتبر الروائية الشابة نورا ناجي، ابنة مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية،الكتابة طريقتها في فهم العالم، وتحب نسج القصص للسائرين في الشارع، لركاب الميكروباص، والقطار، والعاملين في المصالح الحكومية، وتستمتع بتصور شخصياتهم وطريقة عيش حياتهم، تملك قصة كاملة لحياة سائق القطار الطفولي الذي يسير في المولات طوال النهار.
تشارك نورا في الدورة الحالية من معرض الكتاب برواية “أطياف كاميليا”، الصادرة عن دار الشروق، وصدر لها من قبل ثلات روايات، هي “بانا”، في عام 2015، و”الجدار”، عام 2016، و”بنات الباشا”، في 2017.
تعمل نورا ناجي مدير تحرير موقع “نواعم” النسائي، وتكتب مقالات تهم المرأة من كل الجوانب، وذكرت أنها تحب عملها جدًا وتعتقد أنه أفادها كثيرًا في الكتابة الإبداعية، مؤكدة أن الكتابة بانتظام، والانفتاح على ثقافات جديدة، ومتابعة تفاصيل عوالم خفية مثل عالم الأزياء أو الفن، كلها أمور مفيدة.
نوران السقيلي
الكتابة بالنسبة للروائية الشابة نوران السقيلي، مؤلفة رواية “لغز يونس”، هي الحياة، كما تقول، وتعتبرها أكثر شيء تجد فيه نفسها، وهي الوسيلة الوحيدة التي تستريح بها روحها من أي ضغوط.
وتؤكد “السقيلي” أن عالم الإبداع خالٍ من أي قيود، فهو عبقرية صامتة، لكنها ذات أصوات مسموعة بمختلف اللغات، وداع وحيد يجعلنا نمضى نحو الغد برضى، وتجسد أرواحا تتلاقى وتفترق على أمل أن تلتقى بآخرين.
تقول نوران إن الدافع الذي يجعلها تلجأ إلى الكتابة، هو تجسيد الواقع دون الاستسلام له، وأن تمحو شعور الوحدة عند البعض، وتسعى لقتل الظنون التي تتسلل بداخل كثيرين، أنهم وحدهم يعيشون المعاناة، لأن جميعنا يحياها بصور مختلفة، وللورق ذاكرة لن تموت، الورق يحتضن حيوات عديدة، دروسًا إن اتيحت لنا الفرصة لمعرفتها، فربما نجد إجابات لأسئلة كثيرة .
نوران السقيلي، خريجة كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، قسم كمبيوتر واتصالات، وتعمل بمجال البرمجة، صدرت لها أول رواية بعنوان “بصمجية” عام 2017، عن دار تشكيل. وشاركت بمجموعة قصصية عام 2016، وفازت بعدة مسابقات آخرها مسابقة “إبداع 4″، كما حصلت على المركز الثالث في القصة القصيرة على مستوى جامعات مصر.
ابتهال الشايب
تعد الكتابة بالنسبة للقاصة والروائية ابتهال الشايب، الباب الذي يمكنها من خلاله التعبير عن كل ما تشعر به، مؤكدة أن الكتابة لابد أن يكون لها هدف، لكي لا تتحول إلى مجرد سرد أو نقل الواقع.
أصدرت “الشايب” أول مجموعة قصصية لها بعنوان “نصف حالة”، في عام 2013، ولها روايتان، هما “يزن”، التي صدرت في 2015، و”هي أيضا” عن دار النسيم للنشر، وأصدرت مؤخرا مجموعتها القصصية “مألوف”، التي تشارك في الدورة الحالية للمعرض.
تعمل “الشايب” حاليا في الترجمة من اللغة الفرنسية للعربية، بجانب الكتابة، قائلة: “الترجمة عالم ساحر جدا، يشبه اللعبة التي تجعل من يلعبها يبحث عن الكلمة ومعناها، ويفتش وراء المعلومات، وهذا كله يساعدني في الإطلاع على أفكار الأدباء الفرنسيين ويعلمني الصبر، بالإضافة لما يمنحني إياه من المتعة”.
نهلة كرم
تعتبر نهلة كرم إحدى الكاتبات الشابات اللاتي حصلن على شهرة كبيرة، خلال الفترة الماضية، حيث نافست على العديد من الجوائز، منها “البوكر”، وجائزة ساويرس الثقافية.
وصدرت أول مجموعة لها بعنوان “أن تكون معلقًا في الهواء”، عام 2013، ثم رواية “على فراش فرويد”، في 2014، والمجموعة القصصية “الموت يريد أن أقبل اعتذاره”، عام 2017، إضافة إلى روايتها “المقاعد الخلفية”، الصادرة عام 2018.
وحصدت “كرم” مؤخرا المركز الثاني في جائزة ساويرس الثقافية، عن رواية ” المقاعد الخلفية”، فرع الرواية لشباب الكتاب، كما تعمل مترجمة ومحررة تقارير اقتصادية.
إسراء أحمد البكري
تلجأ إسراء أحمد البكري، مؤلفة المجموعة القصصية “كتم أنفاس”، إلى الكتابة لتفرغ ما في أعماق قلبها من كلام يصعب عليه أن يخرج من اللسان، تكتب لعل ما تكتبه يستطيع الوصول لعين من تريد أن تبوح له، ولكنها تخجل، على حد قولها.
تؤكد إسراء أنها تكتب حتى تستطيع التنفس، وتكمل السير فى طريقها بالحياة، ولعل قلمها يستطيع أن يفعل ما لا تقوى على فعله، فالكتابة بالنسبة لها ثاني أهم الأشياء بعد الهواء الذي تتنفسه.
وتوضح أنها تعتبر الكتابة “ترمومتر يومي”، ومؤشرا يرتفع كلما نضجت كلماتها وكشفت معانيها عن جمال كتاباتها، ليعلن ذلك الزئبق الداخلي أنها أصبحت تستحقُ كلمة “كاتبة”، فيزدادُ تألُقها على تلك الورقات البيضاء.
شيرين سامي
أكدت الروائية شيرين سامي، أن الكتابة مثل لقاء الحبيب، تجعلها في حالة سعيدة، وتصبح معها أجمل وأخف، مضيفة أنها صديقتها الوحيدة.
أصدرت شيرين سامي أول مجموعة قصصية لها بعنوان “كتاب بنكهة مصر”، في 2012، كما أصدرت عدة روايات هي “قيد الفراشة”، عام 2014، و”حنة”، في 2016، و”من ذاق عرف”، عام 2019، إضافة إلى كتاب “154 طريقة لقول أفتقدك”، عام 2019.
وتعتبر شيرين الكتابة جزءًا من الفن، جزءًا من الحنين والولع والسحر، أحد مصادر الغذاء الروحي الذي يسلح الإنسان ضد مخاوفه ويحرك الأسرار الرابضه في أعماقه ويمنحه المتعة والإلهام، مساحة حرّة من التعبير والحلم والحكي ونشر الأفكار، موضحة أنها اكتشفت أن الكتابة تساعدها في التعرف على نفسها.
وأكدت أنها، من خلال الكتابة، تواجه مخاوفها وتتحرر من قيودها، فهي طريقتها الوحيدة للاستشفاء.
دينا السقا
تعمل مهندسة اتصالات، ولا تعتقد أن عملها أثر عليها في مجال الكتابة سواء بالإيجاب أو السلب، ولكنها ما أثر عليها حقا كان قراءتها واحتكاكها الكبير بشخصيات من مختلف الفئات والثقافات، إنها الروائية الشابة دينا السقا، صاحبة رواية “فتاة الفانيليا”.
وتقول “السقا” إنها تحب الكتابة، لأنها الوسيلة التي يمكن من خلالها التعبير عن كل شيء بالقلم، بالإضافة إلى كونها “أمانة”، مضيفة أنها تأمل أن تكمل مسيرتها في مجال الكتابة والسيناريو، وتتمنى أن تكون صاحبة سيناريو لعمل سينمائي قريبا.
“الكتاب ٥٠ +١”