يعتبر الروائي والسينمائي السنغالي عثمان سمبين (1923- 2007)، هو صوت أفريقيا في عالم السينما، جمع بين موهبة الكتابة الأدبية والإخراج السينمائي. كان مؤمنا بأن السينما ستعمل على مساعدة أفريقيا في التحدث بأسلوبها الخاص، فالسينما كانت سلاحه للتنوير في بلاده، فهي تثير الجدل مع الناس، وتسمح بالحوار بين أفريقيا والعالم الآخر، وحيث تسلط الكاميرا الضوء على الظلم في الداخل والخارج يجد الأفريقي هويته في أفلام سمبين.
جسدت أعمال سمبين السينمائية معاناة المواطنين العاديين، ضحايا الحكومات القمعية والبيروقراطية، لذلك تمت مراقبة العديد من أفلامه في السنغال بسبب انتقاداتها للسياسة.
وسمبين هو أول من أخرج أفلاما سينمائية بعد الاستقلال، لذلك لقبوه بأبو السينما الأفريقية، وإلى جانب السينما، يعتبر من أهم وأشهر الروائيين المعاصرين في أفريقيا.
أدب عثمان سمبين
ولد عثمان سمبين في 8 يناير 1923 لأسرة فقيرة، في زيجينشور في المنطقة الجنوبية من كازامانس في غرب أفريقيا الاستعمارية الفرنسية، والتي أصبحت الآن السنغال.
تميّز بين الكتاب الفرنكفونيين الأفارقة، بسبب انتصاره للطبقة العاملة ومحدودية التعليم بالمدارس الابتدائية. عمل في بداية حياته صيادًا في كازامانس، وعمل كذلك في داكار سباكًا، وعامل بناء، وميكانيكي سيارات.
في عام 1939 تم تجنيده في الجيش الاستعماري وقاتل مع الفرنسيين في إيطاليا وألمانيا، ثم شارك في تحرير فرنسا.
استقر في مرسيليا، حيث عمل بائعا على الأرصفة وأصبح زعيماً لنقابة عمال الشاطئ الطويلة الماركسية.
وفي عام 1956 ألف روايته الأولى “داكار السوداء”، التي ترجمت إلى الإنجليزية في عام 1980.
وسرعان ما تحول سمبين إلى الكتابة بدوام كامل، وأصبح مراقبًا للمشهد السياسي، وكتب عددًا من المجلدات عن الوعي القومي المتطور، منها “يا وطني يا شعبي الجميل” الصادرة عام 1957، صور من خلالها محنة دولة نامية تحت الاستعمار.
ثم عاد إلى السنغال قبل بضع سنوات من الاستقلال في عام 1960. وفي العام نفسه كتب “قطع الخشب الإلهية” عن الإحساس المتنامي للوعي الذاتي والجماعي لدى عمال السكك الحديدية في غرب أفريقيا الفرنسية أثناء الإضراب.
وفي عام 1964 أصدر “هرماتان” تناولت صعوبة تأسيس حكومة شعبية وفساد السياسيين الذين يؤجلون الاستقلال.
الأب الروحي للسينما الأفريقية
درس سمبين السينما في أوائل الستينيات في استوديوهات غوركي بموسكو. واستهدف 90% من سكان بلده الذين لا يستطيعون القراءة من خلال أفلامه، وسرعان ما اكتسب سمعة دولية من خلال إخراج عدة أفلام، حيث طور أسلوب صناعة الأفلام في السنغال، الذي كان شعبويًا وتعليميًا وأحيانًا دعائيًا، وحدث في تقنياته. وكثيراً ما استخدم الممثلون غير المحترفين وكتب حوارًا بلغات أفريقية مختلفة.
في “بوروم سارات”، وهو فيلم روائي قصير لمدة 20 دقيقة، يحكي قصة بسيطة عن يوم في حياة سائق عربة بداكار، وكان أول فيلم من إنتاج أفريقي يتم توزيعه على نطاق واسع خارج أفريقيا.
وتم عرض “الفتاة السوداء”، كأول فيلم من جنوب الصحراء يظهر في مهرجان كان السينمائي، ويروي قصة امرأة سنغالية يتم تهجيرها من وطنها بوعد بالثروة وتضيع في مستنقع من الشعور بالوحدة وعدم الاهتمام.
وفي عام 1968 أخرج فيلم “الحوالة المالية” الحائز على جائزة مهرجان كان، يروي قصة شاب أميّ عاطل عن العمل عندما يحاول صرف حوالة مالية بمبلغ مالي كبير من ابن أخيه الباريسي، إذ سحقته البيروقراطية القمعية والمسؤولين غير المتعاطفين.
ويعد فيلم “الحوالة المالية” أول فيلم يتم إنتاجه بلغة الولوف الأصلية ويستهدف جمهورًا سنغاليًا أوسع، إذ كان سمبين أول مخرج تتحدث شخصياته بلغة أفريقية.
فرضت الحكومة السنغالية المراقبة على عدد كبير من أفلام سمبين بسبب رسالتها الاجتماعية والسياسية القوية، مثل فيلم “إميتاي” عام 1971 و”خالا” وهو تشريح هزلي لطمع الطبقة العليا السنغالية بعد الاستقلال. وفيلم “سيدو” الذي تدور أحداثه في القرن السابع عشر ويصور النزاعات في إحدى القرى بين أتباع الديانة القبلية القديمة والمسلمين الذين يحاولون القضاء على الوثنية.
في يوم السبت الموافق 9 يونيو 2007، بـداكار، رحل عثمان سمبين بعد أن ناضل بالفن ضد استبداد الحكومات الأفريقية وليدة الاستعمار.
جسدت أعمال سمبين السينمائية معاناة المواطنين العاديين، ضحايا الحكومات القمعية والبيروقراطية، لذلك تمت مراقبة العديد من أفلامه في السنغال بسبب انتقاداتها للسياسة.
وسمبين هو أول من أخرج أفلاما سينمائية بعد الاستقلال، لذلك لقبوه بأبو السينما الأفريقية، وإلى جانب السينما، يعتبر من أهم وأشهر الروائيين المعاصرين في أفريقيا.
أدب عثمان سمبين
ولد عثمان سمبين في 8 يناير 1923 لأسرة فقيرة، في زيجينشور في المنطقة الجنوبية من كازامانس في غرب أفريقيا الاستعمارية الفرنسية، والتي أصبحت الآن السنغال.
تميّز بين الكتاب الفرنكفونيين الأفارقة، بسبب انتصاره للطبقة العاملة ومحدودية التعليم بالمدارس الابتدائية. عمل في بداية حياته صيادًا في كازامانس، وعمل كذلك في داكار سباكًا، وعامل بناء، وميكانيكي سيارات.
في عام 1939 تم تجنيده في الجيش الاستعماري وقاتل مع الفرنسيين في إيطاليا وألمانيا، ثم شارك في تحرير فرنسا.
استقر في مرسيليا، حيث عمل بائعا على الأرصفة وأصبح زعيماً لنقابة عمال الشاطئ الطويلة الماركسية.
وفي عام 1956 ألف روايته الأولى “داكار السوداء”، التي ترجمت إلى الإنجليزية في عام 1980.
وسرعان ما تحول سمبين إلى الكتابة بدوام كامل، وأصبح مراقبًا للمشهد السياسي، وكتب عددًا من المجلدات عن الوعي القومي المتطور، منها “يا وطني يا شعبي الجميل” الصادرة عام 1957، صور من خلالها محنة دولة نامية تحت الاستعمار.
ثم عاد إلى السنغال قبل بضع سنوات من الاستقلال في عام 1960. وفي العام نفسه كتب “قطع الخشب الإلهية” عن الإحساس المتنامي للوعي الذاتي والجماعي لدى عمال السكك الحديدية في غرب أفريقيا الفرنسية أثناء الإضراب.
وفي عام 1964 أصدر “هرماتان” تناولت صعوبة تأسيس حكومة شعبية وفساد السياسيين الذين يؤجلون الاستقلال.
الأب الروحي للسينما الأفريقية
درس سمبين السينما في أوائل الستينيات في استوديوهات غوركي بموسكو. واستهدف 90% من سكان بلده الذين لا يستطيعون القراءة من خلال أفلامه، وسرعان ما اكتسب سمعة دولية من خلال إخراج عدة أفلام، حيث طور أسلوب صناعة الأفلام في السنغال، الذي كان شعبويًا وتعليميًا وأحيانًا دعائيًا، وحدث في تقنياته. وكثيراً ما استخدم الممثلون غير المحترفين وكتب حوارًا بلغات أفريقية مختلفة.
في “بوروم سارات”، وهو فيلم روائي قصير لمدة 20 دقيقة، يحكي قصة بسيطة عن يوم في حياة سائق عربة بداكار، وكان أول فيلم من إنتاج أفريقي يتم توزيعه على نطاق واسع خارج أفريقيا.
وتم عرض “الفتاة السوداء”، كأول فيلم من جنوب الصحراء يظهر في مهرجان كان السينمائي، ويروي قصة امرأة سنغالية يتم تهجيرها من وطنها بوعد بالثروة وتضيع في مستنقع من الشعور بالوحدة وعدم الاهتمام.
وفي عام 1968 أخرج فيلم “الحوالة المالية” الحائز على جائزة مهرجان كان، يروي قصة شاب أميّ عاطل عن العمل عندما يحاول صرف حوالة مالية بمبلغ مالي كبير من ابن أخيه الباريسي، إذ سحقته البيروقراطية القمعية والمسؤولين غير المتعاطفين.
ويعد فيلم “الحوالة المالية” أول فيلم يتم إنتاجه بلغة الولوف الأصلية ويستهدف جمهورًا سنغاليًا أوسع، إذ كان سمبين أول مخرج تتحدث شخصياته بلغة أفريقية.
فرضت الحكومة السنغالية المراقبة على عدد كبير من أفلام سمبين بسبب رسالتها الاجتماعية والسياسية القوية، مثل فيلم “إميتاي” عام 1971 و”خالا” وهو تشريح هزلي لطمع الطبقة العليا السنغالية بعد الاستقلال. وفيلم “سيدو” الذي تدور أحداثه في القرن السابع عشر ويصور النزاعات في إحدى القرى بين أتباع الديانة القبلية القديمة والمسلمين الذين يحاولون القضاء على الوثنية.
في يوم السبت الموافق 9 يونيو 2007، بـداكار، رحل عثمان سمبين بعد أن ناضل بالفن ضد استبداد الحكومات الأفريقية وليدة الاستعمار.
كتبت- غادة قدري
“كتاب 50+1”