أحد أبرز الشعراء العرب المعاصرين، تمتد تجربته الشعرية إلى ما يقرب من نصف قرن من العطاء الشعري المتواصل، بدءا من “قصائد مهربة إلى حبيبتي آسيا”، ووصولا إلى ما يدهشنا به الآن عبر كل جديد يكتبه.
عاش في بيئة ريفية، وولد في قرية جنوبية، قريبة وبعيدة في آن معا، عالية وبنفس اللحظة منفتحة على الطبيعة والريح، والوعي عنده مصحوبا بالسؤال، يضفي على امرأة القصيدة من مخيلته ويبتكرها ابتكارا، فتصبح امرأة الحياة فيما بعد تشبهها، وحينما تسأله “ماذا تريد من القصيدة؟”، يقول لك بلا تردد “لا أعلم”.. إنه الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين.
– أهديت ديوانك “أناديك يا ملكي وحبيبي” لجبران خليل جبران دون غيره.. لماذا؟
ديوان “أناديك يا ملكي وحبيبي” معقود على قناعين، أحدهما قناع جبران، والآخر قناع المتنبي، والحال أنه في كلا القناعين هناك صراع بين الأنا والقناع، ما يحملني على الارتداد على كل من الشاعرين في داخل نصه والانفراد بذاتي، جبران قناع ميتافيزيقي نبوي والمتنبي قناع العنف والأنا المتعالية، وأنا على العموم شاعر أقنعة، ما يوجب علي نرجسية غير فرويدية، بل إبداعية.
– لماذا ترى أن “الشعر الحر منذ ولادته الأولى مقذوف به في المعارك؟
المعارك حول الشعر قديمة ومتجددة وفيها حيوية، وربما كان الصراع بكامله اليوم يدور على سن القصيدة، لأن ذلك مرتبط بالنظرة إلى معنى الحياة والحب والموت والثورة وكل شيء من ناحية، ومرتبط بالتغيير أيضا، وقبل كل شيء بالحرية وحدودها، كل صراع في الحياة ينعكس على القصيدة، ففي أيام طه حسين مثلا قام صراع شعري بين الجديد والقديم، واعتبر شوقي قديما، بينما -ويا للمفارقة- اعتبر طه حسين العقاد جديدا ومعاصرا نكاية بأحمد شوقي، ما حمل مارون عبود على السخرية من هذا الفهم، ومن العقاد في وقت واحد، كما قامت معارك أيضا بين الشعر الموزون وقصيدة النثر، ولا تزال تتردد أصداؤها للآن، وثمة حوارات مفتوحة حول ما هو الشعر والقصيدة وأسرار كل منهما وحول الإيقاع وحدوده والوزن وضرورته، إلى ما هنالك من محاور في الشكل والمعنى شكلت وتشكل نقاط اشتباك مفتوح حول الشعر والقصيدة، وما السؤال حول ضرورة الشعر أو موته سوى فتح لباب النقاش الذي يتعدى المناكفات باتجاه فكري وفلسفي حيوي.
– يرى البعض أن “الدهر كله امرأة”.. ما الذي أضافته الأنثى لكتاباتك الشعرية؟
الأنوثة إصغاء لنبض الحياة، في المجموعة الأخيرة الصادرة حديثا عن دار الآداب بعنوان “كرسي على الزبد”، أقول “آه ما أجمل هذي الحياة/ إذا أنت أحسست أن الطبيعة أنثى”. فالأنوثة أصل وإحساس، ووعيها في الطبيعة يؤدي لتجدد الحياة، وفي اللغة لتفجرها بالشعر، وفي المجتمع للتكامل والطاقة الأصيلة، وفي الأساس الفلسفي والصوفي يكفينا القول المأثور “ما لا يؤنث لا يعول عليه”.
– ماذا عن كتابك “غرباء في مكانهم”؟
“غرباء في مكانهم” عنوان كتاب قصصي صدر لي عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في العام 2010 بمناسبة اختيار بيروت عاصمة عربية للكتاب، وهو سرد أقاصيص وأحوال لأناس غرباء التقوا على شاطئ المدينة وغامروا في البحر مغامراتهم العجيبة، والكتاب مهدى إلى صديقي الروائي “محمد عيتاني” صاحب كتاب “أشياء لا تموت”، وهي قصص عن منطقة رأس بيروت، لقد جربت قدرتي على القص والسرد.
– بالرغم من الحرب في لبنان تتراجع مفردات الدم والموت في قاموسك.. هل تكتب باتجاه آخر غير الوطن؟
في أي اتجاه أكتب؟ هذا هو السؤال، فالوطن قلق مثل رقصة الشمس على الشاطئ، وأنا أقول: “ناوليني حذائي وقلبي/ ناوليني العصا وقربة ماء الحياة/ ناوليني السفر/ إنني داخل في فضاء الحقول البعيدة/ ليس لي وطن أو صديق/ والهواء الذي يتسلل تحت الثياب/ ينحني خائفا أن يلامس قلبي/ أقول إذا الشمس عادت لعادتها/ صباح المرارات يا أيها البشر النائمون/ صباح التعب.
عاش في بيئة ريفية، وولد في قرية جنوبية، قريبة وبعيدة في آن معا، عالية وبنفس اللحظة منفتحة على الطبيعة والريح، والوعي عنده مصحوبا بالسؤال، يضفي على امرأة القصيدة من مخيلته ويبتكرها ابتكارا، فتصبح امرأة الحياة فيما بعد تشبهها، وحينما تسأله “ماذا تريد من القصيدة؟”، يقول لك بلا تردد “لا أعلم”.. إنه الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين.
– أهديت ديوانك “أناديك يا ملكي وحبيبي” لجبران خليل جبران دون غيره.. لماذا؟
ديوان “أناديك يا ملكي وحبيبي” معقود على قناعين، أحدهما قناع جبران، والآخر قناع المتنبي، والحال أنه في كلا القناعين هناك صراع بين الأنا والقناع، ما يحملني على الارتداد على كل من الشاعرين في داخل نصه والانفراد بذاتي، جبران قناع ميتافيزيقي نبوي والمتنبي قناع العنف والأنا المتعالية، وأنا على العموم شاعر أقنعة، ما يوجب علي نرجسية غير فرويدية، بل إبداعية.
– لماذا ترى أن “الشعر الحر منذ ولادته الأولى مقذوف به في المعارك؟
المعارك حول الشعر قديمة ومتجددة وفيها حيوية، وربما كان الصراع بكامله اليوم يدور على سن القصيدة، لأن ذلك مرتبط بالنظرة إلى معنى الحياة والحب والموت والثورة وكل شيء من ناحية، ومرتبط بالتغيير أيضا، وقبل كل شيء بالحرية وحدودها، كل صراع في الحياة ينعكس على القصيدة، ففي أيام طه حسين مثلا قام صراع شعري بين الجديد والقديم، واعتبر شوقي قديما، بينما -ويا للمفارقة- اعتبر طه حسين العقاد جديدا ومعاصرا نكاية بأحمد شوقي، ما حمل مارون عبود على السخرية من هذا الفهم، ومن العقاد في وقت واحد، كما قامت معارك أيضا بين الشعر الموزون وقصيدة النثر، ولا تزال تتردد أصداؤها للآن، وثمة حوارات مفتوحة حول ما هو الشعر والقصيدة وأسرار كل منهما وحول الإيقاع وحدوده والوزن وضرورته، إلى ما هنالك من محاور في الشكل والمعنى شكلت وتشكل نقاط اشتباك مفتوح حول الشعر والقصيدة، وما السؤال حول ضرورة الشعر أو موته سوى فتح لباب النقاش الذي يتعدى المناكفات باتجاه فكري وفلسفي حيوي.
– يرى البعض أن “الدهر كله امرأة”.. ما الذي أضافته الأنثى لكتاباتك الشعرية؟
الأنوثة إصغاء لنبض الحياة، في المجموعة الأخيرة الصادرة حديثا عن دار الآداب بعنوان “كرسي على الزبد”، أقول “آه ما أجمل هذي الحياة/ إذا أنت أحسست أن الطبيعة أنثى”. فالأنوثة أصل وإحساس، ووعيها في الطبيعة يؤدي لتجدد الحياة، وفي اللغة لتفجرها بالشعر، وفي المجتمع للتكامل والطاقة الأصيلة، وفي الأساس الفلسفي والصوفي يكفينا القول المأثور “ما لا يؤنث لا يعول عليه”.
– ماذا عن كتابك “غرباء في مكانهم”؟
“غرباء في مكانهم” عنوان كتاب قصصي صدر لي عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في العام 2010 بمناسبة اختيار بيروت عاصمة عربية للكتاب، وهو سرد أقاصيص وأحوال لأناس غرباء التقوا على شاطئ المدينة وغامروا في البحر مغامراتهم العجيبة، والكتاب مهدى إلى صديقي الروائي “محمد عيتاني” صاحب كتاب “أشياء لا تموت”، وهي قصص عن منطقة رأس بيروت، لقد جربت قدرتي على القص والسرد.
– بالرغم من الحرب في لبنان تتراجع مفردات الدم والموت في قاموسك.. هل تكتب باتجاه آخر غير الوطن؟
في أي اتجاه أكتب؟ هذا هو السؤال، فالوطن قلق مثل رقصة الشمس على الشاطئ، وأنا أقول: “ناوليني حذائي وقلبي/ ناوليني العصا وقربة ماء الحياة/ ناوليني السفر/ إنني داخل في فضاء الحقول البعيدة/ ليس لي وطن أو صديق/ والهواء الذي يتسلل تحت الثياب/ ينحني خائفا أن يلامس قلبي/ أقول إذا الشمس عادت لعادتها/ صباح المرارات يا أيها البشر النائمون/ صباح التعب.
حوار: بشري عبد المؤمن
الكتاب 50+1