كتب: محمود جاويش
استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي في دورته الـ51، ندوة “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع”، التي ناقشت واقع الوحدة الأفريقية وتحدياتها.
وأرجع السفير علي الحنفي، نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية، سبب قيام ثورة 25 يناير إلى ما اعتبره “حنق الشباب” من تراجع الدور المصري، خاصة داخل القارة الأفريقية، لأنهم رأوا أن مصر لم تقم بالدور الذي كانت تقوم به في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حسب تعبيره.
حركات التحرر
وأضاف الحنفي، أن هناك جيلين من الشباب ليس لديهما الخلفية التاريخية الكافية عن دور مصر في أفريقيا، فدعم حركات التحرر في أفريقيا كان له بريق عند هؤلاء الشباب، وهو ما فطن إليه الرئيس السيسي، الذي أعاد هذا الدور من خلال الاهتمام بالقضايا الأفريقية.
تكالب الدول الكبرى
وأشار مساعد وزير الخارجية السابق إلى تكالب الدول الكبرى على القارة السمراء، ما أدى إلى تغيير الوضع الأفريقي، وأصبح هناك اهتمام كبير من كل دول العالم على صنع نفوذ في هذه المنطقة، لذلك عملت مصر على إرساء قواعد جديدة للتعامل مع قضايا القارة، مثل الإرهاب وعجز الدور العربي في تحقيق طموحات القارة.
التعاون العسكري والأمني
ومن جانبه، تحدث اللواء بحري محمود متولي عن دور التعاون العسكري والأمني في التغلب على تحديات الوحدة الأفريقية، وقال إن مصر لها هدف استراتيجي مع الدول الأفريقية لتحقيق التنمية المستدامة، ببناء شراكة استراتيجية ترتكز على توافر إرادة سياسية لتفعيل دور مصر العسكري والأمني، دعماً للاستقرار في القارة السمراء.
وأشار متولي إلى أن مصر تعي تماما أهداف القوى الدولية المختلفة تجاه القارة، “ولدينا خارطة طريق لإنهاء الحروب والنزاعات في القارة، بتسوية النزاعات وحفظ السلام بالطرق السلمية من جهة، ومحاربة الإرهاب من جهة أخرى.
وأوضح أن مصر في حاجة إلى استثمار نجاح جهاز الخدمة الوطنية وتوسيع نشاطه خارج مصر لينتشر في القارة الأفريقية، والعمل على تسويق المنتجات العسكرية المصرية لهذه الدول، ودعم القوات المسلحة الأفريقية.
تكامل اقتصادي
وفي السياق ذاته، استعرضت الدكتورة نهلة أبو العز، أستاذ الاقتصاد بمعهد البحوث الأفريقية، فكرة التكامل الإقليمي ومساهمته في نجاح الوحدة الأفريقية، وقالت إن القاهرة تهدف إلى إلغاء الحواجز الجمركية بين الدول الأفريقية، وبدأت منذ 1994 بخفض الجمارك، وبالفعل وقع الرئيس السيسي في 2019 اتفاقية التجارة الحرة أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع 27 دولة، ما من شأنه تعزيز التجارة البينية وزيادة حجم التبادل التجاري بنسبة 52% بحلول عام 2025، مستفيدة من 1,2 مليار نسمة هي حجم السوق، وإنتاج محلي لهذه الدول يصل غلى 2,5 ترليون دولار.
عدم الإجماع
وأوضحت “أبو العز”، أن أهم التحديات، التي تواجه التكامل الاقتصادي الأفريقي، أن الفكرة لم تحظ بإجماع كل الدول، خاصة نيجيريا، بجانب افتقار أغلب هذه الدول لبنية تحتية أساسية، وتشابه هيكل الإنتاج، وتركز أسواق الصادرات والواردات للتبعية الخارجية، بجانب الافتقار للإرادة السياسية في بعض الدول.