كتبت: ابتسام أبو الدهب
استضافت قاعة كاتب وكتاب، أمس السبت، ندوة لمناقشة كتاب “الثقافة والجسور المقطوعة”، للفنان التشكيلي عز الدين نجيب، ضمن محور “أفريقيا في كتاب”، بفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 51. بمشاركة الأديب سعيد الكفراوي، والفنان التشكيلي حمدي عبدالله، وأدارها الشاعر ماجد يوسف.
بدأ الفنان عز الدين نجيب الحديث بالتعليق على كتابه، قائلا إن العزلة التي يعيش فيها المثقفون هي ما دفعته بأن يؤلف هذا الكتاب، الذي يعد من ناحية تمثيلا لتجارب عاشها على أرض الواقع بشكل شخصي، ومن ناحية أخرى ينقل تجارب عاشها المثقفون على امتداد أكثر من نصف قرن.
وتحدث نجيب عن رحلته طوال الخمسين عاما الماضية في محاولات توصيل الثقافة إلى الجميع، وتأمل الأحوال التي تؤول إليها المعرفة والتحذير من مخاطر الانفصال الذي يحدث في المجتمع بين المثقفين والمواطنين العاديين. كما تحدث عن تجربته الفنية التي ساعدته على استكمال رحلته وعدم الشعور باليأس أو الإحباط في قضيته التي تبناها. موضحا أن الكتاب يقدم استراتيجية ثقافية متكاملة تساعد على فهم الوضع الماضي والحاضر، فهو مقسم إلى جزئين كل جزء منهما يضم خمسة فصول، وكل فصل يناقش مشكلة أو قضية لها علاقة بالثقافة ويقدم حلولا لها، مثل الإشكالية التي تثار دائما بين علاقة التراث بالمعاصرة ومفاهيم الحداثة، بالإضافة إلى قضية تغير الوضع الثقافي في عهد ما بعد فترة الستينات، والحقوق والعدالة الثقافية وما يتعلق بها، وقضية اختبارات القبول في الكليات الفنية.
وقال الكاتب سعيد الكفراوي إن نجيب هو صوت مصري عاش طوال سنوات عمره يحذر من خطر داهم يهدد الوطن، وهو انفصال الثقافة والمثقفين عن المجتمع. مشيرا إلى أن الفنان آمن منذ البداية بالسعي نحو خطاب ثقافي جديد كما حلم دائما بثقاقة التنوع، ويقدم من خلال كتابه “الثقافة والجسور المقطوعة”، خطابا ثقافيا يسعى نحو كل هذه المعاني التي طالما نادى بها.
وأشار الكفراوي إلى أن عز الدين نجيب يؤمن بأن المشكلة تتلخص في غربة المثقفين عن الشعب وأن الأزمة الحقيقية هي سيطرة الأمية على حياة الناس، مضيفا أن الكتاب يهتم بمواجهة العديد من السلبيات التي جرت حوادثها عبر خمسين عاما عاشها الفنان.