كتبت: رنا الجميعي
قد لا يلتف معظم زائري معرض للكتاب إلى “طريقة عرض” الكتب، فكل اهتمامهم منصب على “التقليب” بين أوراق الإصدارت، الاختيار منها والمقارنة بينها، لكن تلك “الرصة” ليست موضوعة هكذا، بل هي “فن” و”حرفنة”.
قبل موعد المعرض بيومين، كانت دار المصري تبدأ في ترتيب كُتبها، لكنّ الأمر لا يتم بعشوائية، بل من خلال شخص يُمسى “الرصيص”، كما يقول أحمد متاريك، مدير النشر، تكمن مهمته في تكوين هيئات مختلفة للكتاب “أشكال زي الوردة والمستطيل”، ويُشبه متاريك ذلك الفنّ كـ”بناء الطوب”.
مثل محال الملابس، هناك “فاترينة” تُعرض فيها أهم الكتب، وغالبًا ما تكون للإصدارات الحديثة، وللكتاب أصحاب المبيعات في الدار، أين تُوضع تلك الكتب بالأساس؟ يقول متاريك، إنها في الواجهة الخاصة بالدار “عشان تكون أول حاجة قدام عين القارئ”.
ذلك المجهود لا يتم بسهولة، بل يأخذ الكثير من الوقت والمجهود البدني، وبحسب حديث متاريك، فإن “رصة” الكتب على المنضدة الرئيسية تأخذ حوالي 10 كتب لكي يظهر الكتاب المُراد واضحًا للأعين، “وعشان كدا بجيب كتب مبقاش فيه طلب عليها أرفع بيها”، تلك قصة الكُتب المظلومة التي لم يعد يلتفت إليها أحد، ولكنها ما زالت تؤدي دورا ما “بالنسبة للدار دي بتكون الكتب الساخرة أو الأكاديمية”.
لا تظلّ تلك “الرصة” بنفس التنظيم طيلة أيام المعرض، أحيانًا يتم تغييرها “لو أكتر من حد سأل على كتاب أنا محطتوش في الوش بطلعه تاني يوم”، كما يقول خالد ناصر مدير دار الوطن، وأحيانًا يتغير ترتيب الكتب لأسباب أخرى من بينها حفلات التوقيع.
أحيانًا تأتي فكرة تصميم “الرصة” من الكتاب نفسه، ففي إحدى السنوات طبعت دار الوطن كتاب اسمه “لأني أحبك”، كانت الفكرة هي قلب الكتاب على الغلاف الخلفي وآخر للأمامي ووضعهما بجوار بعضهما “ليكون رسمة بنت بشعرها الطويل”, تلك الأفكار أحيانًا تختلف بحسب شكل الغلاف نفسه.
عبر التصميمات المُختلفة لا مجال لعدم عرض أي من الكتب، وذلك بالنسبة لدار كيان، بحسب مدير الدار “محمد جميل”، حيث يقول، “المهم إن الشكل يبقى مناسب وعادل لكل الكتب”، ويُدرك جميل، أن المساحة المتوفرة مناسبة تمامًا داخل معرض الكتاب بشكله الجديد في التجمع الخامس “مساحة العرض قوية والكتب كلها بتتعرض بشكل كويس”.