كتب: محمد خضير
عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة تحت عنوان “التفكك الأسري وأثره على استقرار المجتمعات”، بحضور الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، والدكتورة سهير لطفي رئيس المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتور أسامة الحديدي مدير مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، وأدارها محمود عبد الرحمن عضو المركز الإعلامي للأزهر.
في بداية الندوة، قال الحديدي، إن الأسرة هي نواة المجتمع، قوامها السكن والمودة والرحمة، والحفاظ عليها من مقاصد الشريعة الإسلامية، موضحًا أن الأسرة السليمة الهادئة تنتج فردًا قادرًا على الحفاظ على قيم وعادات المجتمع الأصيلة .
وأشار الحديدي إلى دور الأزهر الشريف في الحفاظ على كيان الأسرة المصرية، خاصة في الفترة الأخيرة، بعد توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بضرورة تكثيف العمل الميداني للمساهمة في حل أكبر قدر من المشكلات، التي تهدد كيان الأسرة، فقام مركز الأزهر العالمي للفتوى بإطلاق برنامجا بعنوان “الأسرة المصرية.. تنشئة وثقافة وبناء”، بالإضافة إلى افتتاح وحدة “لم الشمل” التي ساعدت في حل أكثر من 5000 مشكلة أسرية.
من جانبها، أوضحت الدكتورة سهير لطفي، أن ثورة تكنولوجيا المعلومات أحدثت تأثيرًا كبيرًا على تماسك الأسرة المصرية، حيث أنتجت ما يسمى بـ”ثورة القيم العالمية”، التي أصبحت دخيلة على أسرتنا المصرية، وتحاول تغيير تقاليدها الأصيلة.
وقالت إن من أبرز أسباب التفكك الأسري هو عدم إدراك الزوجين للمفهوم الصحيح للزواج، والمسؤولية المجتمعية، واعتقادهما أن الحياة بعد الزواج ستكون وردية خالية من الصعاب والمشاكل، مشيدة بالتأثير القوي للأزهر الشريف في حل الخلافات الأسرية، لاعتماده على الثقافة الإسلامية المستنيرة.
بدوره، أوضح المهدي، أن هناك جوانب عديدة تؤثر في استقرار الأسرة، من أبرزها الجانب الاقتصادي، سواء كانت الأسرة تعاني من فقر مدقع، أو تتمتع بغنى فاحش.
وأشار المهدي إلى أن الأسرة قديمًا كانت تعيش حالة من القناعة والرضا، بخلاف ما أصبحت عليه الآن، من رغبة قوية في الاستهلاك والاستحواذ على المستلزمات والعقارات وغيرها، بسبب الانتشار الكبير للإعلانات الدعائية، الأمر الذي اضطر الأب للعمل المضاعف، والسفر لتلبية هذه الاحتياجات، ما يتسبب في بعده عن الأسرة، وبعدها تكثر المشاكل، وفي أحيان كثيرة تفكك الأسرة ويصل بها الحال إلى الطلاق