كتب: على الكشوطي
فيلم كرتون (أنيمشين) مصرى بالكامل، بكل تأكيد هو درب من دروب الخيال، لكن ولأنه لا يضيع “حلم” وراءه مطالب، خرج فيلم “الفارس والأميرة” أخيرا إلى النور بعد 20 عاما من العمل، ليكون أول تجربة مصرية سينمائية للرسوم المتحركة.
فيلم “الفارس والأميرة” يعد انتصارا حقيقيًا لإرادة صناعه، فأى صانع أفلام لن يقبل بأن يؤجل حلمه لمدة 20 عاما ويضيع كامل تعبه دون أن يظهر للنور، وهو بالفعل ما حدث، حيث أصر صناع “الفارس والأميرة” أن يكلل تعبهم وحلمهم بالنجاح من خلال البحث عن تمويل يصد الثغرات والتعثرات الإنتاجية.
القصة مستوحاة من وقائع تاريخية حقيقية، جرت فى القرن السابع الميلادى، تدور حول شخصية محمد بن القاسم، الذى سمع بما كان يقوم به القراصنة من عمليات سلب وانتهاك للنساء والأطفال المخطوفين فى عرض البحر، فقرر ترك مدينته البصرة والذهاب فى مغامرة مثيرة، ذات طابع خيالى، مع صديق عمره زيد، ومُعلمه أبو الأسود، لمقاتلة الملك الظالم “داهر”، الذى كان يتقاسم مع القراصنة ما يحصلون عليه من غنائم وسبايان خلال رحلته يتعرف ابن القاسم على الأميرة لبنى، ليبدأ رحلة أخرى يواجه فيها أقداره المُنتظرة.
المميز فى العمل، الذى يضاهى الأعمال العالمية على مستوى الموسيقى والتصوير والتحريك، هو أن العمل ليس موجها للأطفال، لكن قصته التى قدمها الكاتب الكبير بشير الديك، جاذبة للكبير قبل الصغير، وهو ما جعل العمل وجبة محببة للأسرة بالكامل.
بالطبع هناك العديد من أفلام الأنيميشن، التى يقدمها العالم كل يوم وتلاقى نجاحا ربما أكبر بكثير من الأفلام العادية، إلا أن الفارس والأميرة بمقاييس الوقت الذى بدأ صناع الفيلم العمل عليه، هو إنجاز حقيقى، خاصة من ناحية تكوين الشخصيات ورسمها وطبيعة تحريكها، التى قدمها فنان الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين.
الفيلم أعاد لنا الكثير من الذكريات مع أصوات رحلت عن دنيانا ولم نكن نتخيل أبدا أننا ربما نسمعها فى عمل حديث، ولكن ربما شاء القدر أن يشارك فى العمل كوكبة من عظماء الفن من أصحاب الأصوات المميزة، مثل أمينة رزق وسعيد صالح وغيرهم.
ويحسب للفيلم أيضا أنه اختار أصوات شبابية للمشاركة به، وكأن صناع العمل كانوا متنبئين وعلى علم بأن هؤلاء الشباب هم نجوم المستقبل، وهو ما حدث بالفعل، فبسهولة وبعد 20 عاما تستطيع أن تميز صوت محمد هنيدى ومدحت صالح ودنيا سمير غانم، وماجد الكدوانى، لذا يجب أن نوجه التحية لصاحب سيناريو الفيلم ومخرجه بشير الديك، الذى سار وراء حلمه ولم يتركه للضياع، وكأنه كان يحفظ على جوهرة ثمينة لم يكن آن الأوان لعرضها بعد.