كتب: محمد عبد الرحمن
“إن العرب واليهود أبناء عم من الناحية العنصرية، بهذه الجملة الخطيرة وبهذا الجزم القاطع خاطب الملك فيصل بن الحسين الهاشمي، الذي أصبح فيما بعد ملكا على العراق، القاضى الأمريكى اليهودى فيلكس فرانكفورتر، عام 1919″، هكذا بدأ المفكر الراحل جمال حمدان، شخصية الدورة الـ51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، كتابه “اليهود أنثروبولوجيا”، ليحاول الإجابة على العديد من التساؤلات، أبرزها هل العرب أقارب اليهود وأبناء عمومتهم؟ وهل يوجد دليل تاريخى على ذلك؟
صدر هذا الكتاب عام 1967، وحاول فيه حمدان أثبات أن اليهود المعاصرين الذين يدعون الانتماء أصلا إلى فلسطين، ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا منها في فترة ما قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية الخزر التترية، التي قامت بين بحر قزوين والبحر الأسود، واعتنقت الديانة اليهودية في القرن الثامن الميلادي.
وتطرق الكتاب لهجرات اليهود حتى عام 1992، ليثبت أن فلسطين لم تكن أبدا الوجهة الأساسية لليهود، لكنها كانت المهرب الوحيد من الإبادة النازية،.بعد غلق الولايات المتحدة وأوروبا أبوابها في وجههم.
ويوضح حمدان أن توزيع اليهود في العالم يتبع توسعات الدول الاستعمارية، أي أن حركتهم دائما نحو السوق القوي، وغالباً ما يكون المهاجرون لإسرائيل مؤهلاتهم ضعيفة، لا تساعدهم على الهجرة نحو الغرب، فيتخذونها محطة نحو سعيهم للغرب.
وتأتي أهمية الكتاب من كونه هدم الأسس الأنثروبولوجية التى بنى عليها اليهود أكاذيبهم فى حقهم بالعودة إلى أرض فلسطين، واستعان جمال حمدان فى بحثه بتاريخ نشأة اليهود، وتتبع تنقلاتهم جغرافيا وشتاتهم القديم والحديث، والتغيرات التى طرأت على أعدادهم بالزيادة المفاجئة فى فترة قصيرة، ومن الناحية الأنثروبولوجية يتتبّع صفات الطول ولون البشرة والشعر والعين، وغيرها، وأهمها على الإطلاق شكل الرأس، ليثبت أن اليهود الحاليين ليسوا إلا متهوِّدين، ويستدل عن ذلك بالصفات الموجودة بين القلة الباقية من اليهود الذين لم يخرجوا من فلسطين، وكذلك ينقض ادعاء اليهود بـ”النقاء الجنسي” أو نقاء العرق.