كتبت: سحر عزازى
استضافت القاعة الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ51، أمس الأربعاء، ندوة بعنوان “الأدب الأفريقي: التعدد اللغوي وثوابت الهوية”، بحضور الدكتور صبري حسن أستاذ الأدب الأفريقي، والدكتور سيد رشاد مدرس بقسم اللغات الأفريقية بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة، والدكتور عمر السيد عبد الفتاح، والدكتور علي أمين، وأدارها الدكتور محمد نوفل عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا.
في البداية، قال نوفل “نستمع خلال هذا اللقاء للأدب الأفريقي واللغات الأفريقية، بعدما استعادت مصر دورها التاريخي وريادتها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي”، لافتا إلى أن “القارة السمراء تمثل عمقا استراتيجيا بالنسبة لمصر، خاصة أن 40% من سكانها شباب واعد، لذا يطمح بتكوين ما يسمى بالولايات المتحدة الأفريقية، موضحًا أن القارة السمراء غنية بثرواتها الطبيعية، ونجد سلة الغذاء في السودان، وبالتالي نستطيع أن نقود العالم ونحارب الاستعمار الجديد التمثل في الإرهاب وتصدير فكر جديد.
من جانبه، تحدث الدكتور صبري حسن، أستاذ الأدب الأفريقي، عن الموروث الثقافي العربي والأفريقي، مؤكدًا أن نقاط الائتلاف أكثر من الاختلاف، واختياره إلى الموروث الثقافي بدلًا من الشعبي، لأنه أشمل وأعم، ويمكن القول بأن الموروث الشعبي جزء من الموروث الثقافي، وهناك أوجه تشابه كبيرة بين المورث العربي والأفريقي، وقاعدة مشتركة تجمعهما مثل طقوس الزواج والحياة المعيشية والعادات والتقاليد.
فيما تحدث الدكتور علي أمين، عن التنوع الثقافي في كينيا، وأن بها 43 قبيلة ظهرت بعد الاستقلال، وعانت كثيرًا في عهد الرئيس كونياتا، الذي وصل للحكم عقب الاستقلال، خاصة مشكلة الأرض التي كان يمتلكها المستوطنون البيض قبل الاستقلال، وأصبحت من نصيب فئة محدودة ونشبت المشاكل بين القبائل، وانتشرت الرشاوي والمحسوبية وأصبحت من الأمراض التي استوطنت كينيا، مضيفًا أن هذه المشاكل كثرت بسبب عدم احتواء الرئيس الأول لكينيا كونياتا لها، وعدم السيطرة عليها في ظل التنوع القبلي والديني والثقافي واللغوي، لم يفلح في استيعاب هذا التنوع.
وفي السياق، أكد الدكتور عمرو عبد الفتاح، على أهمية لغة التعامل المشترك في دول حوض النيل، ودورها في التواصل بين شعوب المنطقة، لافتًا إلى أن القارة السمراء بها 2500 لغة في ظل هذا التنوع يصعب الوقوف على لغة واحدة للتواصل.
وقال، هذا المشهد اللغوي في حوض النيل الذي يضم ٦٨٤ لغة يتحدثها ٤٨٧ مليونا، لا يجدون لغة تواصل مشترك سوى النخب والمثقفين فقط من يتحدثون اللغات الإنجليزية والفرنسية، وأوصى بضرورة اتخاذ عدد من الخطوات لدعم وتعزيز التفاهم والتواصل والتقارب بين شعوب المنطقة، بالفعل وليس عبر التواصل بين النخب فقط، وذلك من خلال استخدام لغات التعامل المشتركة المحلية في دول خوض النيل بشكل أكثر كثافة من خلال تدريس لغات التعامل المشترك.