كتب: على الكشوطي
يقولون إن الأفلام تشبه أرواح مخرجيها، مهما حاول المخرج أن يتعامل مع فيلمه كصانع فقط، إلا أن روحه دائما ما تظهر في التفاصيل، فلا يمكن أن يروي مخرج قصة كفاح امرأة، دون أن يؤمن بها ويقدرها، وإلا سيخرج العمل بلا طعم أو روح.
عاشقات السينما، فيلم وثائقي يحمل الكثير من روح مخرجته، ماريان خوري، التي تعد تجاربها الإخراجية على أصابع اليد، فهي لا تقدم إلا أفلاما تلامس روحها أو تعبر عن معنى ما يعيش داخلها، آخرها فيلم “احكيلي” الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ41، ونال جائزة الجمهور التي تحمل اسم الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، وهو العمل الذي رصدت فيه رحلة إنسانية وبصرية تمتد لأربع سيدات من أربعة أجيال مختلفة، من عائلة المخرج الراحل يوسف شاهين.
يعد “عاشقات السينما” من أهم الأفلام التي تشهد على نضال المرأة في مجال الفن، نضال حقيقي لا يتحمل أي شبهات، فانتصارات المرأة في مجال السينما قديما تفوق الرجال بمراحل، وهي الأكثر جرأة وتحديا للأزمات، ويتناول الفيلم قصص 6 سيدات يتمتعن بإرادة قوية، أسسن لصناعة السينما في مصر في بدايات القرن العشرين، في الوقت الذي كانت المرأة لا تزال تتخفى وراء الجدران.
6 نساء، هن عزيزة أمير وفاطمة رشدي وبهيجة حافظ وآسيا وماري كويني وأمينة محمد، كل منهن لها قصة، كل منهن لها تاريخ طويل من النضال والتمرد والوقوف في وجه المجتمع وعاداته وتقاليده البالية، فقط من أجل الفن، 6 متمردات لولاهن لخسرت السينما المصرية الكثير والكثير.
جرأة وقوة “عاشقات السينما” لا تختلف كثيرا عن مخرجته، فلولا تمردها لما فتشت وبحثت ودققت لتصل إلى كافة المعلومات التي يضمها الفيلم، فهو وثيقة شاهدة علي تاريخ سيدات آمنّ بالفن، ويضم لقطات نادرة من الصعب الحصول عليها، وهو مجهوج كبير ربما يحتاج فيلما تسجيليا منفصلا ليروي كواليس هذا العمل.