كتب: محمد خضير
تحت عنوان “التراث الإسلامي وقضايا الواقع “، نظم عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي الكتاب، ندوة بحضور الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، والدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية الأسبق.
في البداية، شدد جمعة، على أن التراث هو محور النص الشريف، ومنه يكون الانطلاق نحو الحضارة، كما أن له مفاتيح وشفرات، لا يستطيع حلها إلا الراسخون في العلم، موضحا أن الازهر الشريف، بعلمه وعلمائه، هو الذي يستطيع تدريس هذا التراث وشرحه وتبسيطه، من خلال مناهجه الوسطية، من أجل خدمة الدين والدنيا.
وأضاف جمعة أن الأزهر يدرس العلوم الإنسانية والحضارية، ولا يقتصر على تدريس التراث فقط، كما يعمل باستمرار على تطوير مناهجه للتعايش مع الواقع.
وأوضح جمعة أن التجديد من التراث لابد أن يخضع للمنهجية، عن طريق التأصيل على القواعد التي ننطلق منها في تطوير المناهج البحثية، كذلك لابد من وعي وإدراك الواقع، وعدم الانتقاء العشوائي من التراث، بدون علم ومعرفة، حتى يكون تجديدا لا تبديدا.
وأضاف جمعة، أن هناك جانبا آخر، يسمى بالتأصيل والتوصيل، والمقصود بالتوصيل أن يتم عن طريق وسائل الإعلام، والسياسة، والدراما، وغيرها أي ما يسمى بالثقافة السائدة، إذن فكيف يتم إيصال ما تعلمناه إلى الآخرين؟ مؤكدا أن التراث الإسلامي يحافظ على تراث الأمة وهويتها.
وأشار جمعه إلى كتابه تحت عنوان “مكونات العقل المسلم” الذي استغرق أكثر من 25 عاما على الانتهاء منه حتى خرج إلى النور، ناصحا الجميع باقتناءه حتى يتعرف على مكونات العقل المسلم، فلا بد من تطوير المناهج والإضافة بها في التطبيق على الواقع والتجاوز عن المسائل والابتعاد عنها.
تجدير الفكر
وأكد نصر فريد واصل، على أن الإسلام ليس عقيدة فقط، كما يدعي البعض، بل هو دين وشريعة، ينظم حياة الإنسان، موضحا أن التراث هو عصارة علم وخبرات ومشكلات عاصرها العلماء فدونوها، واجتهدوا فيما ليس فيه نص، وتفقهوا في علوم الدين والدنيا من أجل مواكبة تطورات العصر.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أن الأزهر، منذ نشأته، أخذ على عاتقة قضية التراث والحفاظ عليه والاجتهاد فيه، مشيدا بالمؤتمر العالمي الذي نظمه الأزهر الشريف، خلال اليومين الماضيين، حول التجديد في الفكر الإسلامي، وكيف ناقش المشكلات والقضايا التي تؤرق المجتمعات، وقدم العديد من الحلول لها وهو ما أسهم في نجاحه نجاحًا كبيرًا.
وأضاف واصل أن المفهوم المغلوط للتراث الإسلامي الذي يعتبره البعض أن الإسلام دين للعقيدة فقط وليس للشريعة، ولكن التراث الإسلامي يجمع بين العقيدة والشريعة معا، وفكر الشارع لا بد أن يكون ديني شرعي.
وأوضح أن العلم بالأحكام الشرعية والعملية يستند على نص من كتاب الله، مشيرا إلى أنه بالبحث في كتب السابقين التي دونت عن التراث وجدنا أنه يكمل بعضه بعضا.
وأكد واصل أن الأزهر الشريف حمل على عاتقه التراث الإسلامي المدون وحافظ عليه وأخذ منه ما يناسب العصر الحديث، معربا عن أسفه أن ما دون في التراث الإسلامي في كل العلوم والفنون لا يزيد على 10%، أما المخطوطات الموجودة الآن بالدول العربية فتصل إلى 80%.