شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الواحدة والخمسين، أمس، حفل توقيع كتاب “أنا وهؤلاء في زمن الإخوان”، من تأليف الكاتب الصحفي بروزاليوسف، محمد سويد، وذلك بمشاركة كوكبة من قادة الرأي والوزراء والفنانين من بينهم السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق وعضو مجلس النواب، والدكتور هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق ورئيس مجلس إدارة مارينا العلمين، والسفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية الإفريقية، واللواء محمد الشهاوي مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، والدكتور عبدالله المغازي أستاذ القانون الدستوري ومعاون رئيس الوزراء السابق والفنان رياض الخولي.
وفي تقديمه قال الكاتب الصحفي محمد سويد إن هذه التجربة بمثابة توثيق وشهادة يجب أن تُكتَب من داخل الغرف المغلقة على فترة اختطفت فيها إرادة المصريين ، لافتاً إلى أن التنوع والاختلاف في اختيار من حاورهم من قادة الجماعة؛ مثل عصام العريان، وعبد الرحمن البر، وعماد عبد الغفور، ومحمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة، يضحض فكرة انخفاض سقف الحرية في الإبداع والنشر، مشيراً إلى أن اقوالهم اتسمت بالعنجهية والغرور، وعلت نبرة الاستقواء بالعشيرة، وتجاهل أوجاع الشارع المصري ومعاناته،
وأشار الكاتب إلى أنه لولا ما جرى في 30 يونيو 2013، لدخلت مصر في صفقة القرن التي أعلنها ترامب مع رئيس وزراء إسرائيل من جانب واحد، ومن منا ينسى سيناريوهات تقسيم سيناء وتوطين حماس؟
وأضاف أن الكتاب سجل أيضاً شهادت مشرفة للتاريخ في حق أولائك الذين قالوا لا لحكم المرشد عندما كانت درباً من المُحال، ومن بينهم، الدكتورة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة آنذاك، والتي قالت بأن النساء في عقيدة الإخوان والسلفيين سبايا، والمستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاه، الذي هدد بفضح ممارسات الجماعة عالمياً، وقال بأن القضاة لن يكونوا “الحيطة المائلة للجماعة” ..إلخ
ولفت الكاتب إلى أن حضور شخصيتين بقامة الوزير محمد العرابي، والوزير هشام زعزوع، وتأكيدهما للروايات التي رصدها كتاب “أنا وهؤلاء فى زمن الإخوان”، بمثابة شهادة ثقة لهذا العمل التوثيقى الأدبي.
وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس النواب، إن تجربة كتاب “أنا وهؤلاء في زمن الإخوان” للكاتب الصحفي محمد سويد، مختلفة وجريئة، لأنها تجمع بين أشياء متناقضة وتستضيف شخصيات تنوعت مصائرها بين العمالة والخيانة وحب الوطن .
وأضاف العرابي؛ لا أعتقد أن المكتبة المصرية على مر تاريخها، حوت كتاب بمثل هذه الغرابة، لأنه يضم التناقضات إلى حد بعيد، وحوارات شخصية أجراها الكاتب بنفسه مع أساطير الإخوان، في وقت كان ينبغي أن يشعروا فيه بالقلق إلا أن الاحتماء بالعشيرة، والتستر خلف المشروع الإسلامي أورثهم الغرور. وتحدث العرابي عن تجربته التي سردها الكاتب ودوره مع جبهة الإنقاذ في قيادة صفوف المعارضة، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد، إلى أن قُضِي الأمر، وأُزيحوا عن الحكم في 30 يونيو 2013.
وكشف “العرابي”، عن مقابلات جرت بحضوره مع جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية آنذاك، قال خلالها الأخير بأن هذا الرجل الإخواني “مرسي” لا يمكن أن ينحني عن الحكم، إلا بانتخابات بعد أعوام.
وقال ” العرابي”، إن كتاب “أنا وهؤلاء في زمن الإخوان” يجب أن يُترجَم للغة الإنجليزية، لأن العالم يجب أن يقرأ عن نضال الشعب المصري، ضد جماعة الإخوان، بواقعية وصدق وإخلاص، وللرد على بعض الدعاوى التي يتعمد فلول الجماعة نشرها، بأن ما حدث كان بإرادة عسكرية فقط، علماً بأن صناع القرار في العالم بأكمله، أصبحوا مقتنعين بما حدث في مصر، وأن إرادة الشعب المصري هي التي انتصرت.
ومن جانبه، أثنى الدكتور هشام زعزوع على الجهد الوفير الذي بذله الكاتب في توثيق هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر مُشيراً إلى لقاء مطوّل، جمعه والكاتب في منزله صباح يوم 3 يوليو 2013، بعد أيام من استقالته مع المستشار حاتم بجاتو من حكومة الإخوان، لافتاً إلى أن الجيش حمل الأمانة في 30 يونيو، وسلمها لجيل جديد من الشباب سوف يحكم مصر،
بينما أثنى الحضور استبسال وتضحيات المؤسسة العسكرية والشرطة، في مواجهة الفاشية الدينية واسترداد مدنية الدولة المصرية، قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية أن قوة مصر الناعمة تتجلى في مثل هذه الأعمال الإبداعية، لافتاً إلى أن كتاب “أنا وهؤلاء فى زمن الإخوان” بمثابة وثيقة تحدث فيها الجميع كل بموقفه وتوجهاته.
ودعى لاستكمال هذا الجهد في إصدارات قادمة والتوسع في سرد تفاصيل ما جرى في تلك الفترة التي كانت تؤسس فيها الجماعة المحظورة لحكم البلاد 500 سنة قادمة بشعارات دينية زائفة ظاهرها الصلاح، وباطنها الخيانة والعمالة.
وأضاف الشهاوي أن المشير عبدالفتاح السيسيي وضع رأسه على كفيه، وتصدى ببسالة لمحاولة اختطاف الوطن، ومن خلفه المؤسسة العسكرية التي انتقلت بنا خلال هذه الفترة الوجيزة إلى حالة البناء والتعمير التي نعيشها الأن.
ومن جانبه، قال الدكتور عبد الله المغازي أستاذ القانون الدستورى ومعاون رئيس الوزراء السابق، إن “التصدي لتغول الجماعة وأطماعها، لم يكن أمراً سهلاً، بل تعرضنا لتهديدات ومحاولات اغتيال مادية ومعنوية، وقد طُلِب مني مغادرة مسكني، عندما كُلّفت بالتحدث باسم الحملة الانتخابية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي، خوفاً على حياتي، فهم لا يقبلون الاختلاف، ولا يحترمون الآخر. هذه خلاصة تجربة عشتها مع بعض زملائي اللبراليين في مجلس الشعب حين كنا محاصرين بين أغلبية إخوانية وأكثرية سلفية”.
وأشاد المغازي بجرأة الكاتب الصحفي محمد سويد في تناوله للحوارات الصحفية التي أُجريت في تلك الفترة، وجمعت بين متناقضات تلك المرحلة، معتبراً إياها وثيقة شاهدة على زمن الإخوان.
ومن جانبه، قال الفنان رياض الخولي، إنه يجب على جميع الأجهزة المعنية بالصحافة والإعلام وجميع المنابر، أن تتنبه إلى أن الخطر ما زال قائماً ولا زالت النار مختبئة تحت الرماد،
وأضاف الفنان رياض الخولي، خلال حفل توقيع كتاب “أنا وهؤلاء في زمن الإخوان”، أن الفاشية الدينية عبر التاريخ لها دور أسود، منذ العصور الوُسطى، في القرن الثامن عشر، عندما كانت تسود الكنيسة المجتمع الأوروبي، وبينما تتدهور حالة المواطنين جوعًا وعطشاً، كان كبير القساوسة، يخرج في شرفات الكنائس، وفي صحن الكنيسة، مبرراً بأنها حكمة الرب!