شهدت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، إقامة ندوة بعنوان اللوحة التشكيلية ومخاطبة الجماهير، التى شارك فيها كل من الفنان التشكيلى الكبير صلاح عنانى، والدكتور محمد حمدى أستاذ الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، و أدارها الفنان التشكيلى هانى شمس.
فى البداية قال الدكتور محمد حمدى أستاذ الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، أن الدكتور صلاح عنانى صاحب تجربة خاصة فى الفن التشكيلى، فهو فنان عمل على تجسير اللوحة التشكيلية لتصل إلى رجل الشارع البسيط، وهو ما ساهم فى زيادة اهتمام المواطن البسيط بالفن التشكيلى من خلال تبسيط أعماله ليتمكن المواطن البسيط من تذوقها.
وأضاف خلال ندوة اللوحة التشكيلية ومخاطبة الجماهير بقاعة ضيف الشرف مساء اليوم الثلاثاء، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أن الدكتور صلاح عنانى صاحب مشروع فنى كبير واضح المعالم منذ بدايته، الذى يعتمد على مركزية مصر بالنسبة للعالم وحركة التاريخ، ويأتى فى القلب من هذا المشروع، الشخصية المصرية.. حاملة جينات الحضارة للكوكب.
فيما عبر الفنان التشكيلى صلاح عنانى عن اعتزازه بتواجده فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وأيضا بإحتفاء المعرض بالدكتور جمال حمدان، مشيرا إلى أنه يعتبر نفسه أمتدادا لجمال حمدان فى اهتمامه بالشخصية المصرية، ولكن من خلال أعماله الفنية والتشكيلية.
وأوضح أن مصر تعيش الآن لحظة تاريخية لن تتكرر، والتى تتمثل فى الحضور المصرى فى غياب وجود إمبراطورية تحكم العالم، ومن هنا كان من المهم جدا تنبه الدولة المصرية للإهتمام بالتوجه نحو القارة الإفريقية بإعتبارها تمثل عمق استراتيجي كبير بالنسبة لمصر، وهو ما ظهر بقوة فى مساهمة مصر فى مساعدة الجيش الليبى ليتمكن من القيام بدوره فى حفظ الأمن ليدرأ عن مصر مخاطر الجماعات المتطرفة التى كانت تسيطر هناك، وتهدد الأمن القومى .
وأشار إلى أن الحضارة المصرية تمتد إلى أكثر من 45 الف عام وليس 7 آلاف عام كما يدعى الغرب فى محاولة منه لطمس الهوية الثقافية المصرية، فالاستعمار الثقافى هو أخطر التهديدات التى تواجه مصر ؛ لذلك تسعى دول الاستعمار بقوة لطمس هذه الهوية لتشكيك المصريين فى قدراتهم.
ولفت إلى أن مصر على المستوى الجغرافى تتمتع بموقع شديد الأهمية بالنسبة للعالم، ساهم فى تعريف البشرية المواقيت، خاصة وأنها بفضل موقعها الجغرافى تتمتع بظاهرة انتصاف عدد ساعات الليل والنهار،وفيها تجد أن عدد ساعات الليل 12 ساعة وعدد ساعات النهار مثلها.
وأضاف “تعلمت من الطبقة الشعبية بشكل أكبر من الطبقة المتوسطة، خاصة أن الشارع ساعد فى تكوين مفاهيم ورؤيتى للأشياء، وهذا كان سببا فى ميولى للعيش فى حارة شعبية، نظرا لأن المصريين فيها يحبون التلاحم والقرب، وهذا موروث ثقافى يتميز به المصريون، بعكس ما يحدث فى دول الغرب، الذين دائما ما يحرصون أن تكون هناك مسافات تباعد بينهم”.