أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، من خلال الإدارة العامة للنشاط الثقافى والفنى بالقطاع، ورشة “فن التنورة” تحت إشراف الفنانة التشكيلية لينا عبد الفتاح والفنانة التشكيلية د. أسماء عصام جبر بإدارة العلاقات العامة والإعلام بالقطاع، وذلك الثلاثاء بمكتبة الحضارة الإسلامية بالقلعة – فرع مكتبة القاهرة الكبرى .
تأتى الورشة ضمن سلسلة الورش الفنية التى يقيمها القطاع بالمكتبة، لإحياء التراث، بهدف تعريف النشء والشباب بالتراث الشعبى المصرى وتاريخه، إلى جانب اكتشاف الموهوبين من الأطفال والشباب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الفنية، وبحضور السيد صالح مدير المكتبة، ومشرفى المكتبة عمر الشيباوى وخالد يوسف .
تضمنت الورشة الفنية ثلاث محاور، المحور الأول شرح مبسط للتعريف بفن التنورة كشكل من أشكال الفلكلور المصري الأصيل، وعمل نماذج مجسمة لشكل من العرائس أو المجسمات لراقص التنورة بالخامات الفنية المختلفة وإظهار التنوع والزخم اللونى فى هذا، بمشاركة عدد من طلاب مدارس المنطقة، أما المحور الثاني فكان تقديم لفقرة استعراضية للتنورة، قدمها الفنان “أحمد عبد النبى” عضو فرقة الفنون التراثية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، كتطبيق حي للطلبة والطالبات المشاركين، وتعزيز حالة التعايش والتفاعل مع ما تم تطبيقه فى الورشة الفنية.
أما المحور الثالث فكان القيام بجولة لمتحف المولوية الصوفية بشارع السيوفى خلف سبيل أم عباس بحى القلعة بمشاركة مشرف المكتبة عمر الشيباوى المنسق الفنى والثقافى بالمكتبة، و هذا المتحف من العهد العثماني التركي تم شرح اول الطرق الصوفية و جولة به على أرض الواقع لتعرف على خلاوى الذكر و حلقات الدوران المصحوبة بالذكر والانشاد الديني من خلال الدراويش المولوية فى ذلك الوقت .
وعن فن التنورة قالت الفنانة لينا عبد الفتاح، إنه يرجع أصولها إلى فترات حكم مختلفة تعاقبت على مصر بداية من الدولة الفاطمية مرورا بالعهد المملوكي حتى نصل للعهد العثماني، وكانت هذه الرقصة فى بداية الأمر هى حركة دائرية يقوم بها بعض الدراويش فى حلقات الذكر للطرق الصوفية المختلفة بما يسمى التكيات، ومن أشهرها المولوية وترجع أصولها للشاعر الصوفى التركى مولانا جلال الدين الرومي ( ١٢٠٧ – ١٢٧٣)، وفكرة الدوران المستمر بشكل ثابت هى فى الأصل مأخوذة من الكون فى محور ثابت، كل يدور حول نفسه، دوران الكواكب والأرض حول الشمس، والأرض تدور حول نفسها، أما فكرة الرداء فهى فلسفية يرتدى الراقص أو الدرويش الرداء الابيض والعباءة السوداء، وترمز إلى أنه بعد إجهاد البدن من الدوران المستمر ترتقى الروح وتنقى من الذنوب والمعاصي، ويرفع الدرويش يده اليسرى كرمز للاتصال بين الأرض والسماء، ثم أُدخلت الألوان المتعددة على التنورة التى يتم الآن تصنيعها فى الخيامية .