في حوار مع الروائي خالد إسماعيل أدلى به لوكالة أنباء الشرق الأوسط للقسم الثقافي ، قال أنه يتوقع أن تشهد الدورة الـ52 من معرض القاهرة الدولي للكتاب إقبالا كبيرا من الشباب، معربا عن سعادته الشخصية، بقرار إقامة الدورة الـ 52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدءا من نهاية الشهر الجاري ولمدة 15 يوما، لتزامنها مع إعادة إصدار ثلاث روايات له دفعة واحدة.
وأوضح إسماعيل، أن إقامة هذه الدورة تحت شعار “في القراءة حياة”، سيتيح إعادة الحياة لهذه الروايات التي سبق أن أصدرها بين عامي 2001 و2016، ولم يتمكن من إقناع ناشريها الأصليين بإصدار المزيد من الطبعات منها بالرغم من الاحتفاء النقدي بها.
وهذه الروايات هي “كحل حجر”، و”العباية السوداء”، و”أفندم.. أنا موجود”، وقد قرر “مركز إنسان للنشر والتوزيع”، إعادة طبعها والمشاركة بها ضمن فعاليات الدورة الـ 52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي الدورة التي ستطلق مبادرة “ثقافتك كتابك”، ويتوقع خالد إسماعيل أن تحظى بإقبال واسع من جماهير القراء بالرغم من أنها ستخلو من الأنشطة المعتادة من ندوات وأمسيات وحفلات توقيع كتب، في إطار الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.
وقال إسماعيل، إنه يشعر بالإنصاف المعنوي، إزاء إعادة نشر ثلاث روايات له دفعة واحدة، مشيرا إلى أن هناك كتابا من جيل التسعينيات الذي ينتمي إليه طبعت أعمالهم عدة مرات، ووجدوا من يدعمهم، في حين أنه لم يتمكن من توصيل خطابه الإبداعي للقارئ الذي يستهدفه، وبالتالي فإن إعادة الطبع، فرصة ليعرف القراء والنقاد جوانب جديدة من تجربته الإبداعية، متمنيا أن تجد هذه الروايات القارئ الذي يتوقف أمامها ويتفهم خطابها ويتعرف على ملامحها الفنية.
وذكر إسماعيل أن إقامة هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب في الصيف بدلا من الشتاء، أفضل من أن يتم إلغاؤها، متمنيا أن يواصل المعرض جذب المثقفين العرب، لتظل القاهرة مركزا مهما من مراكز الثقافة العربية، وأن تستأنف معارض الكتب في مختلف أنحاء العالم نشاطها، حتى لا تموت صناعة نشر الكتب الورقية.
وأضاف أن إلغاء الأنشطة المصاحبة لبيع الكتب في دورة هذا العام من معرض القاهرة، هو أمر محزن، لأنه سيحرم قطاعا كبيرا من أبناء إقليم القاهرة الكبرى من ارتياد المعرض، ففي السابق كان هؤلاء يذهبون للقاءات الفنانين ونجوم الموسيقى والغناء، ومتابعة العروض السينمائية والموسيقية والمسرحية، وكانوا يعتبرون المعرض مهرجانا وطنيا ثقافيا وكان أبناء الأقاليم البعيدة في الصعيد والدلتا يعتبرونه “رحلة ترفيه” ولكن “كورونا” فرض ظروفا جديدة قاسية نتمنى أن تزول قريبا.
واستطرد إسماعيل: “أتوقع إقبالا كبيرا من جانب الشباب المهتمين بالقراءة ولكن القطاعات التي كانت في السابق تذهب لمتابعة ومشاهدة العروض الفنية، لن تهتم، وبالنسبة للمثقفين والمبدعين العرب سوف يحضر عدد منهم، خاصة الذين يحبون القاهرة ولهم ذكريات فيها، ولهم أصدقاء يحرصون على لقائهم والتواصل الحي معهم”.
وعن تفضيله الروايات صغيرة الحجم، قال إن ذلك يرجع إلى أنه يستبدل الحجم بالعمق، بمعنى أنني في الصفحة الواحدة أضع “حمولة معرفية وإبداعية” تساوي خمس صفحات أو عشرا من روايات “الكعب” الضخمة، وبهذا أكون جعلت القارئ لا يهاب الرواية، ويقرأها ـ في الوقت ذاته ـ بتركيز واهتمام، مضيفا “ومن أساتذتى في هذا المجال : يحيى حقي، يحيى الطاهر عبدالله، عبدالوهاب الأسواني، إبراهيم أصلان، عبدالحكيم قاسم، فقد كانت رواياتهم قليلة الصفحات، ثرية المضمون، وظل هذا الذوق سائدا، حتى فرضت الجوائز السخية على شبان أن يكتبوا على مقاسها، فأصبحت “الموضة” هي “الضخامة”، رغم أن كتابة الروايات “النوفيلا”، أي قليلة الصفحات عمل مرهق للكاتب، ولا يجيده كل الكتاب، وما أسهل الرغي وما أصعب التكثيف، ومن الممكن القول إن عملي بالصحافة ترك أثره، فالصحافة تعلم المحرر، الوصول للمعلومة والمعنى من أقصر الطرق، حفاظا على وقت القارئ المتعجل في ظل حياة مزدحمة بالتفاصيل”.
وأضاف أنه فيما يخص الجوائز، فإنه يرى أنها تعرف أصحابها وتصل إليهم، سواء كتبوا أعمالا قصيرة أو أعمالا طويلة، فهي جوائز ذكية تستهدف شرائح بعينها من الكتاب دون الالتفات لأحجام رواياتهم، تسعى إليهم، ويسعون إليها، والخاسر الوحيد هو الأدب، فكثيرة تلك الروايات التي حاز أصحابها الجوائز، باسمها، لكنها سقطت من ذاكرة القراء، وفي الوقت ذاته مازلنا نتذكر روايات مصرية وعربية لم يحصل مبدعوها على جوائز من أية جهة محلية أوعالمية.
وعن جديده في الكتابة الإبداعية، أكد خالد إسماعيل أنه يعمل على رواية عن الصعيد، “لكنني مازلت أجهز لها ولم تكتمل خطتها في ذهني بصورة كاملة، رغم أنني قطعت شوطا كبيرا في الكتابة الأولى لها، وأتمنى أن أنجزها قريبا بالصورة التي ترضيني”.
يذكر أن خالد إسماعيل بدأ مشواره مع الأدب بإصدار مجموعتين قصصيتين هما “درب النصارى” و”غرب النيل، ثم أصدره روايته الأولى عام 1999 بعنوان “عقد الحزون”، وصدرت له مؤخرا روايتان هما “قهوة الصحافة” وحايات عائلية”، وقبلها وضع في رصيده روايات “عرق الصبا”، و”زهرة البستان” و”أوراق الجارح”، و”ورطة الأفندي”، و”26 أبريل”، بالإضافة إلى الروايات الثلاث التي ستكون ضمن معروضات جناح مركز إنسان للنشر والتوزيع في الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.