بقلم أحمد فتحي الجندي :
في صباي ، تحديداً في مُنتصف المرحلة الإعدادية ، إعتادت عائلتي في جلوسهم مناقشه طول قامتي مع إطلاق بعض المُزاح لتلطيف الجو العام وإستكمال الضحك الجماعي ، أتذكَرُ ذات يومٍ من الايام حين إرتقيت سُلم منزلي واستغرقني التفكير.
حينها .. كان العالم يمُر بإرتفاع هائل وملحوظ في مُعدلات الاحداث الإرهابيه ، باريس ونيچيريا وتونس ولبنان وباكستان وتركيا والولايات المتحده ومِصر ، سقط المئات من الضحايا في كُل بلدٍ من المذكورين علي حدة ، أرتعشت أثاثات برج إيڤل من خوف وإرتباك العامه في البلاد ؛ سقطت شجرة صنوبر من فرط الحُزن في لبنان ، وتفتت جزء من حجرٍ بقاعدة الهرم الأكبر ليس من ثقل ما حمله من وزن .. بل لثقل الهموم عليه ، ولم يَعُد الحمامُ يلبُث علي الأرض أمام الماره في تركيا .. لم أفهم لماذا ولكني قُلت لرُبما لهذا الحمام أبُ أو أمُ أو زغاليل صِغار تكسرت أجنحتهم من فرط قُوة إنفجار قنبُله في مكان ما ، فلم يعُد يأمنُ بشراً.
مر السحاب من فَوقي ليحجُب ضوء الشمس ، وسري حفيفٌ من الهواء البارد المُفاچئ ليُلامس وجهي فيمنحني قُشعريره عابره لم أهتز فيها ، ولكني رأيت الدُنيا هي التي تهتز.
تذكرت حديث العائله ، وحينها تمنيتُ أُمنيةً لم تفارقني إلي يوم الناس هذا ؛
يا كِرام القوم … كَم تمنيت بأن يكون طول قامتي كافٍ لأن أصل إلي أعتاب السماء واقفاً بشموخ غاضب في وجه كُل من إعتقد الموت هديه .. والقتل فضيلة ، كَم تمنيت بأن أضرب بيدي بين السُحب تاره لأُسقط صواعقاً من برقٍ طولها ما بين المشرق والمغرب علي من باع روحه وروح إخوانه ، مُعتقداً بأنهُ مُنقِذٌ ومُنقَذ ، وأضربُها تاره لأسقط أمطاراً من هدوء وسكينه علي قلوب الضحايا والبُلدان ، لربما قمت بعقد إتفاق مع النجوم بأن تضل منهم من يهتدي بها فجعلتها فوقهم كما الموتي وجعلت رفاقهم الميتون جوارهم ليسوا كما النجوم ، ولربما سلّطتُ الشمسَ عليهُم لتُرسل جنودها من أشعه فتهوي عليهم كأنها ألسنُة من اللهب ، ولربما أضفتُ خطيئةً جديدة في الخطايا الكاردينالية وأسميتُها الإرهاب بعد أن عدَّلتُ في تصور دانتي لطبقات الجحيم السبع بإضافه طبقه ثامنة لهم ، ولربما من باب المُزاح فقط وضعت حاكماً نبيلاً بين الوري يضع الدفاع عن الضعفاء لمجرد الحفاظ علي حياتهم وأمنهم أولويتهُ الأهم.
ولكن أين أنا من هذا المنال البعيد ؟ ، وكيف قد أمتلك مثل هذه القدرة الإلهية ؟
كما قال تميم البرغوثي ذات مره “يا ليت أرضٍ أيَّ أرضٍ في يدي”.
ولكن للأماني قوة فاعلة يا صديقي ، الأماني قادرةٌ علي تغيير العالم ، فتمني.
يومكُم سعيد.