أعرِّي ساقيَّ أرفعُهُما للمطرِ
ألملمُ ما تبقَّى من أنفاسٍ
باتتْ على مضْجعِها رائحةُ الملائكةِ
أقرعُ بها جِلدَ السَّماءِ الثامنةِ .
أحفرُ فيها ثقبيْنِ لأرانِي من بعيدٍ
أنامُ فوق ظهري واضعةً ساقا فوقَ أخرى .
ماذا لو تماثلتُ للهواءِ
أعرِّي ساقيَّ أرفعُهُما للمطرِ .
صنعتُ من يديَّ عويلًا في حناجرَ النساءِ اللواتي انتحرنَ في أنفاسِهن .
حطَّمتُ برزَخًا بين كهفِي وفنجانٍ من العشقِ
أحلِّق فوقَ صحراءٍ
على جانبيَّ طائرةٌ ورقيةٌ
رأسُها للشَّمالِ .. ذيلُها في الشَّمسِ .
صمتُها الذي قبَّلَ الرِّمالَ في المعاركِ
كي لا يُنْثرَ في عيُونِ الصّغارِ
قادرٌ أن يأكلَ كُل يومٍ قصيدةً
يسرقُ الضَّفادعَ من الحقُولِ المظلمةِ
لِتُشرَّحَ على خشباتِ المسارحِ .
أقفُ حدادا على سدٍّ
أتلُو صلاةَ العشقِ على نجمتيْن لأرضٍ واحدةٍ
صار حليبُها يشتفُّ من ريقِ الأفاعي
شيوخُها يمارسُون الفضيلةَ على منابرِ المساجدِ
يلقونَ الأناشيدَ على أجراسِ الكنائسِ .
أخلعُ عن عقلي قميصًا
ألقيهِ على عينيْ نبيٍّ ..
ماتَ على صدري .
أرفعُ كُعُوبًا امتطت مشانقَ
لم تكُن إلا دماءٌ لأساطيرَ ملوثةٍ
كرامةُ حجرٍ بصقتهُ يدُ فلسطينيةٍ عجُوزٍ
بين حاجبيها مقصلةُ الطُّغاةِ
ترابُ الموتى
صليبٌ في ظهرِ المسيحِ
نجمةٌ سُرِقَتْ من نبيٍّ لم يُورِث السَّماءَ
ماذا سيقولونَ عنِّي إن صنعتُ أعضاءً في ثيابي
أغلقتُ النافذةَ التي تطلُّ على قلبي
أفرغتُ كأسي من وطنٍ لا مسلَّةَ له .
تُرى إن خبأتُ أنوثتي في دُولابٍ للقططَ
أصِرْ قطةً لها أظافرُ
أم شماعةً فارغةً
تبحثُ عن قميصِ نومٍ يواري عشقًا لا دينَ له ؟
الحُبُّ صلاةٌ لا نيةَ لها ولا آذان
لذا سأقفزُ
وأرى إن حييتَ .
11 من يناير 2021 ميلادية