لا زيتونَ
السَّماءُ لا تُخِبِّئُ وجُوهَ الشُّهداءِ
حين يخلعُ الموتُ ثيابَهُ ..
سيقفُ عاريًا يرتديني
ينفخُ في رُوحي مخاضَ الليلِ للكوابيسِ
يستبيحُ قبرَ أفكاري
رمقَ النَّفَسِ الراكعِ
أو يتركُني لوطنٍ بلا زيتونٍ .
للملائكةِ في نفسي سماءٌ لا أعرفُها
نبضٌ كخُطى النُّورِ على فِراشِ ظُلمتي
سرُّ طعمِ اللحنِ الحُلو في شَعْرةِ مُهرَةٍ
طفولةٌ لم تنتحر بعدُ في وجهِ أيامي .
ما سرُّ شفافيةِ اللونِ على غُصْنٍ ماتَ كثيرًا
رغبة أن تُقبِّلَنِي جميعُ الألوان ..
في سجدةٍ على حافَّةِ الحُلمِ
يا لونَ السحابِ الطيبِ
ما زلتُ فراشةً بين قلبي وسماءٍ تقرؤني
تُسْقِطُ من سُرَّتها الألوانُ جميعًا
لتحرِّكَنا عرائسَ على مسرحِ الوطنِ
يا زئبقَ الألوانِ تريَّثْ حتى أجدَ لونًا غيرَ الزيتونِ .
فللملائكة في نفسي أرضٌ مُغتصَبةٌ
مقابرُ لشهداءٍ جميعهُم أنا
دماءٌ كانت زيتونًا ونخلا
بلادٌ تسافرُ في نعيقِ البُوم .
للملائكة في نفسي نفْسٌ لا أفهمُها
وأجنحةٌ أخافُ الطَّير بها…
لأنَّها من زيتُون .
فبراير ٢٠١١ ميلادية .