” لمن الموتُ اليومَ ” قصيدة للشاعرة سهير الطويل

لمن الموتُ اليومَ

صحْراءٌ في غيْمةٍ بريَّةٍ
أسكُنُ ذهابَ جبالِكَ
غَشِيتُ ذاكرتِي
فوق وسادةِ موْتِي القريبِ
يَحِيكُ الضَّوءَ ليلي
خانني المطَرُ
الحُبُّ
خانتني القصيدةُ
خانني الرَّبُّ في حُلُمي
لا بردًا
لا سلامًا .

أرواحٌ عجزتْ أن تكُنَّي
تنتحرُ في نجُومٍ وضَعتُها تحتَ وِسَادتي
أنامُ بين قوسيْنِ
ليرانِي الربُّ
بين ضَفيرتيْن أكبُّ رأسِي
لا جدوى من لهاثِي وراء الخِضْرِ
أكْرَهُنِي
لم أكُن صديقةً لي .

ضاق بَرَاحي
أنظرُ إليَّ من وراءِ حِجابٍ
ظلٌ لا جسَدَ فيهِ
نَفَسٌ في خطواتٍ مُسيَّرةٍ
لمن المُلكُ اليومَ
كلما خَلقتُ كوكبًا لنفسي
جفّ .

أشتمُّ ريحَ قبري من بعيدٍ
أركعُ فوقَ أنفاسي
أذوبُ ثلجًا فوقَ خوفي
أنتبذُ من قلبي مكانًا شرقيًّا
أين من رُوحِك ما ألوذُ بهِ
كظمتُ شوقِي
تلونتُ بطينِك
تَصَدَّعتْ كلماتي فوقَ رأسِي
جيوبُ عقلي لا أرضَ ..لا سماءَ
تسَّاقطُ ملامِحي من تُرابِك
تبولُ في وجهي القصائدُ المُلوَّثةُ بالشُّعراءِ
لمن العشقُ اليومَ .

أثْقَلتْ أجنحتي الشَّياطينُ ..الثعالبُ
سَكَنتْني التواريخُ ..الأمكنةُ
لطّختْ الملائكةُ ملاءَتي
ارتديتُ نجمةً في مرآةِ ذُنوبي
ضَحِكَتْ عليَّ خَيْبَتِي
تساقَطَ شَعْرُ سَنَواتِي
أدْرَكَتْنِي الحَقيقَةُ
أوقَعَتْنِي في جُبِّي
تَصَارَعَتْ على أصابِعي الطُّيورُ لِأُشْفَى
الحبُّ غايةٌ حُبْلَى في يومِها الأخيرِ
لا نخلَ لها تَهُزُّهُ في قلبي
أركعُ بركبتيّْ عِشقٍ لا مأوى لهُ
لِمن الموتُ اليومَ
قُرْبَاني لَقِيطٌ
لا دِينَ بين أضْلُعِي يكفي للنجاةِ
خَتَنْتُ أفكاري ألفَ مرَّةٍ
خَرَجْتُ من دِينِ النَّاسِ إلى قلبي .
24 من يناير 2021 ميلادية .