في قراءة الصورة الخاصة بمعرض الكتاب 52
د . خالد محمد عبدالغني
حمل البعض هذه الصورة الكثير من التأويلات المضادة للهوية الاسلامية للدولة المصرية ، والامر يا سادة لا يعدو عن كونه اتخاذ الدولة المصرية لشعارها هذا العام التأكيد على الحضارة المصرية القديمة لترمز من خلالها للصراع الحالي مع اثيوبيا حول النيل العظيم ، فكما كان حفل نقل الممياوات المصرية حفلا كبيرا حمل دلالة قدم الحق المصري في النيل واللون الازرق لون المياه ، يجيئ معرض الكتاب الحالي بعد ايام ويكون شعاره من خلال هذه الصورة التي ترمز للمصرين القدماء وهم واقفون على ضفتي النيل يحمونه عن اليمين والشمال ، والنيل يجري بين الحراس وفي اعلى جاء الصورة اللون الازرق لون مياه النيل ظهر في جملة “معرض القاهرة الدولي للكتاب ” واسفل من الجملة يأتي اللون الأخضر في رقم 52 وبعض الكلمات مشيرا الى الخضرة والنماء والزرع الذي يخرج من ارض مصر ممتنا للنيل الذي منحه الحياة ويأتي اللون الاحمر في بعض الجمل الطويلة كدلالة على العنف والقوة والدم الذي يمكن ان يسيل مقابل الحفاظ على مياه النيل اذا تطلب الامر الدخول في عمل عسكري ، هذه هي الدلالة التي ارادتها مصر من هذه الصورة ولا علاقة لها برفض الحضارة الاسلامية ولا الهوية الاسلامية كما اشاع البعض ، ولابد لنا من التأكيد على ان الانتاج الفني والادبي والفكري يرتبط بالواقع وبالقضايا المعاصرة بمعنى انه لا يجب الانفصال عن مشكلة مياه النيل كقضية مركزية ووجودية معاصرة وملحة في آن عند التصدي لتحليل رموز وانتاج المرحلة الحالية من تاريخ الامة المصرية .