صدرت حديثا عن المركز القومي للترجمة، الطبعة العربية من كتاب “اليهود في الامبراطورية العثمانية.. صفحات من التاريخ” من تأليف الباحثة الروسية إيرما لفوفنا فادييفا، ونقله إلى العربية الدكتور أنور إبراهيم.
يتناول هذا الكتاب تاريخ الطوائف اليهودية إبان الحكم العثماني على امتداد مساحات شاسعة من أنحاء العالم، حيث عاشت هذه الطوائف طويلا قبل أن يصل الأتراك اليها. وبحسب المؤلف فإنه منذ أقدم العصور ورغم ضياع الجزء الأكبر منها، فقد حفظت الطوائف اليهودية الوثائق التاريخية والقانونية والمراجع الدينية جنبا إلى جنب مع أغراض العبادة أثناء ترحالها الطويل الاضطراري عبر العالم.
ويعود الجزء الأكبر من المواد الأرشيفية المتعلقة بالطوائف اليهودية إلى القرن التاسع عشر، حيث جرى حفظ المدونات الخاصة بالمؤلفين اليهود ونشرها، مثل تلك التي تركها أحد وجهاء الطائفة اليهودية في طرابلس. كما استخدم المؤلف دائرة واسعة من المصادر الأوروبية في القرن التاسع عشر.
ويتضمن العمل كمًا كبيرا من المعلومات عن تاريخ الثقافة والحياة الدينية للطوائف اليهودية في الشتات، وكذلك المعلومات أيضًا عن علاقات اليهود بما يحيطهم من سكان وهناك إضافة إلى ذلك مواد عن قادة الطوائف والشخصيات الثقافية والقائمين على الأعمال الخيرية.
يأتي الكتاب في 587 صفحة موزعة على 14 فصلا تحمل عناوين: “الوضع القانوني للطوائف اليهودية في الامبراطورية العثمانية”،”اليهود في البلاط العثماني”، “حركة شابتاى تسفى الدينية”، “فرية الدم: المحاكمات المعادية لليهود في دمشق”، “الطائفة اليهودية في ازمير”، “الطوائف اليهودية في اسطنبول”، “باشاليك بودا –اليهود في الجزء العثماني من المجر”، “اليهود في البلقان”، “الطوائف اليهودية في البلقان – إمارات الدانوب”، “الطوائف اليهودية في شمال أفريقيا – بلاد المغرب”، “الطوائف اليهودية في شمال أفريقيا – إقليم طرابلس”، “الطوائف اليهودية في مصر”، “الطوائف اليهودية في سوريا وفلسطين في فترة الحكم العثماني”، “اليهود في العقود الأولى للجمهورية التركية”.
تعد المؤلفة إيرما لفوفنا فادييفا، كبيرة الباحثين بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، متخصصة بارزة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية، ومن أعمالها: “من الإمبراطورية إلى الدولة القومية”، و”مشكلات السياسة الخارجية التركية في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين”.
أما المترجم أنور محمد إبراهيم، فقد تخرج في كلية الألسن قسم اللغة الروسية، حصل على وسام الشرف من روسيا الاتحادية لجهوده في دعم العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا الاتحادية، كما ترجم عن الروسية عددا كبيرًا من الأعمال، نذكر منها: “تاريخ القرصنة في العالم”، “نماذج من النقد الروسي الحديث”، “عمارة المسرح في القرن العشرين”، “ذات يوم في نصر” و”مصر من ناصر إلى حرب أكتوبر”.