أعربت الكاتبة والمترجمة أميرة بدوي لـ«الكتاب 50+2»، الموقع الصحفي الرسمي لمعرض الكتاب، عن سعادتها بصدور روايتين من ترجمتها، هما «غرفة يعقوب» و«أورلاندو»، ومشاركتهما في الدورة الـ52 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكتابان من تأليف الإنجليزية الشهيرة فيرجينيا وولف.
وقالت بدوي، إنها اختارت ترجمة رواية «غرفة يعقوب» بنفسها، حينما قرأت العديد من المقالات النقدية التي تتناولها، وأضافت: «في البداية شعرت بالخوف من اسم فرجينيا وولف، فأنا ما زلت في بداية حياتي الأدبية، ولم تكن مجموعتي القصصية الأولى “ست زوايا للصلاة” نشرت بعد، لكن تلك المرأة التي استطاعت أن تترك كل ذلك الإرث أدهشتني، وأخذت بيدي، وقررت أن أخوض مغامرة معها لمدة عام كامل، مغامرة ممتعة لكنها مرهقة جدًا».
ولفتت بدوي إلا أن أكثر ما حمسها لترجمة أعمال فرجينيا وولف هو رغبتها في ترك إرث جريء لا يخشى مناطحة التقاليد الأدبية الراسخة، تمامًا كما فعلت وولف، كما أن ميزة الترجمة، برأيها، أنها درجة أعمق من مجرد القراءة، ففرجينيا، بطريقة ما، صارت جزءًا منها.
وأضافت المترجمة: «في السنة التالية، لم تفارقني فرجينيا وولف، وللمصادفة اتصلت بي الدكتورة فاطمة البودي، مديرة دار العين للنشر والتوزيع بمصر، وأخبرتني عن رغبتها في ترجمة رواية أورلاندو لها، لا أنكر أنني شعرت بالفرحة والرعب في آن. قرأت المزيد والمزيد عن تلك الرواية، واطلعت على كل المصادر التي استلهمت منها، وأعجبت بقدرة الغرب على استحداث أكثر من نوع فني لعمل أدبي واحد. شاهدت عرض باليه مثلا، ومسرحية بالدمى تعرض أحداثها. الجميل في هذه الرواية هو جرأة فرجينيا في مشاكسة بعض الرموز الأدبية من السابقين أو المعاصرين لها، وطرح أسئلة يمكن أن نطلق عليها وجودية بالنسبة لمفهوم الزمان، أو إشكالية هوية الإنسان».
وأشارت بدوي إلى أنها استغرقت عامًا في ترجمة هذه الرواية أيضًا، وفي اعتقادها الترجمة لفرجينيا إضافة كبيرة لها ككاتبة ومترجمة، خاصة أن نصوصها ليست سهلة بالنسبة لأي مترجم، لكنها تأمل أن تكون الترجمتين إضافة للمكتبة العربية.
وتعد رواية «غرفة يعقوب» الثالثة للروائية الإنجليزية الشهيرة فرجينيا وولف، والتي وصفها النقاد أنها الرواية الفاصلة في مسيرتها، لأنها شهدت انطلاقة فرجينيا في استكشاف وتطوير تقنية تيار الوعي كطريقة في السرد، وهي تقنية معقدة لا يمكن الإلمام بها إلا من خلال قراءة فرجينيا وولف، بالإضافة إلى جرأتها في كسر التصورات القديمة على شكل الرواية، وبراعتها في مزج أكثر من نوع أدبي مثل المقال والقصة القصيرة والرواية في بنية واحدة.
وفي رواية «أورلاندو» تؤرخ الكاتبة لحياة شاب إنجليزي نبيل يدعى أورلاندو. وتبدأ أحداثها في القرن السادس عشر، وتمتد إلى أكثر من ثلاثمائة عامًا بينما يبلغ عمر أورلاندو السادسة والثلاثين فقط في نهاية الرواية، وقد تحول إلى امرأة. المثير هنا أن فرجينيا وولف لم تستكشف بهذه السيرة حياة أورلاندو فقط، أورلاندو الشاب، والشاعر، والعاشق، والسفير، والعالق في الغيبوبة، ثم تحوله إلى امرأة، واحتكاكها بالغجر، حاجتها الواقعية لأن تكون امرأة، لكنها تستكشف أحوال المجتمع الإنجليزي على امتداد ثلاثة قرون، وتقدم نقدًا عنيفًا للبنية التي شكلته لثلاثة عصور، وتطرح أسئلة كثيرة تتعلق بهوية الفرد، سوء كان رجلًا أم امرأة، وأثر الهوية الجندرية على نظرة الأخرين لنا. والمثير أيضا أننا سنجد في هذه الرواية العديد من الشخصيات الأدبية الشهيرة، ابتداءً من شكسبير، مرورًا بإديسون، جون درايدن، ألكسندر بوب، جوناثان سويفت، أدموند سبنسر، مارى دى فيشى شاروند، وسيبيل صوفى كوليفاكس، وغيرهم من الشخصيات التي أثرت في الإنجليزي.
يذكر أن رواية «غرفة يعقوب» صادرة عن دار المتنبي للنشر والتوزيع، ورواية «أورلاندو» صادرة عن الدار العين للنشر والتوزيع. والروايتان تتوفران في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تستمر فعالياته حتى 15 يوليو الجاري.