قال الروائي والشاعر أحمد سعيد الروائي، إن العلاقة بين الطب والأدب وثيقة، لافتا إلى أدباء كانوا أطباء في الأصل، مثل أنطون تشيكوف، وإبراهيم ناجي، ويوسف إدريس، ونبيل فاروق، الذي شارك في بناء عقل ووجدان جيل كامل.
وأضاف سعيد الذي يعمل في الأساس طبيب تخدير، في حوار مع الموقع الصحفي الرسمي لمعرض الكتاب، أن طبيب التخدير يتعامل مع المريض وهو في أصدق وأضعف حالاته، فالمرضى يستسلمون للجراحات ولديهم رغبة في التطهر والتوبة، خصوصا إذا كانت جراحة خطيرة.
ولذلك يرى سعيد، أن طبيب التخدير لديه حس أدبي، لأنه يترجم المشاعر بطريقته الخاصة في شكل عمل أدبي من خلال الملاحظة والمراقبة والتسجيل.
وعن معرض الكتاب، قال سعيد إنه ليس مجرد زيارة لشراء الكتب، ولكنه أكثر مكان يشعر فيه بنفسه، فبين الكتب شعور خاص يجدد الحياة نفسها، وهو تجسيد لكلمة «اكتب ففي الكتابة حياة.. ومن منا لا يحب الحياة».
وقال الروائي والشاعر أحمد سعيد، إن كتاب «دماء مصر» هو أحدث إصدار له عن دار «روافد» للنشر والتوزيع، فيما كان أول كتاب ديوان «ترانيم ورقية»، وضم مجموعة من الأشعار الفصحى والعامية معا، ثم مجموعة قصصية بعنوان «باب الحياة».
وأضاف سعيد، أن «دماء مصر» خرج عن إطار العمل الأدبي واتجه للتاريخ، إذ يضم مشاهد من تاريخ مصر «عن دماء أريقت بلا أي مبرر سوى السلطة والطمع»، وهو متوفر في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأشار سعيد إلى أن «دماء مصر» يقدم قراءة في كتب التاريخ، ولكنها للأسف صفحات حزينة، سمع أغلبنا قصصها من قبل، وبنى أحكاما مسبقة عليها وآمن بها، لذلك أقدم قراءة جديدة لتصحيح المفاهيم.
وعن فصول الكتاب، أوضح سعيد، أنه بدأ بالعصر الروماني وما حدث فيه من اضطهاد للمصريين، وخصوصا المسيحيين وأصحاب الديانات الوثنية، سواء المصرية أو الرومانية.
بينما انتقل في الفصل التالي لواحدة من الثوارات الكبيرة في التاريخ المصري، وهي ثورة البشموريين، وللأسف فإنها غائبة عن ذاكرتنا، لأسباب ذكرتها في مجمل الحديث عنها.
أما الفصل التالي، أوردت سعيد ما ذكره التاريخ عن المجاعات التي اجتاحت مصر، وخصوصا ما حدث في عهد الخليفة المستنصر، ثم الاجتياح العثماني وما صاحبه من أحداث جسيمة غيرت تاريخ مصر تماما، وألقى بصيصا من الضوء على المعارك، التي وقعت بين مصر والدولة العثمانية حتى الحملة الفرنسية، وما أدت إليه من عودة للوعي الثوري لدى المصريين.
كما تناول فترة حفر قناة السويس وما صاحبها من أحداث دامية تعرض لها المصريين الذين تحولوا لعبيد الشركة المالكة للقناة، وأخيرا تناول ما حدث للجيش المصري في إثيوبيا حين أُريقت دماؤه إرضاء لنزوات الخديوي إسماعيل، ورغبته في صناعة مجد شخصي لا طائل من ورائه، بل وأدى إلى احتلال مصر فيما بعد.