اختلف شكل معرض القاهرة الدولي للكتاب هذه المرة أمام عيني هاجر عمر، هذه المرة تدخل المعرض كمتطوعة وليست زائرة، فتقوم بدورها في إرشاد الزائرين ومساعدتهم بدلََا من شراء الكتب.
«لو سمحت الكمامة».. تكرر مريم هذه الجملة من حين لآخر، فهذا أيضََا أحد الأدوار الموكل بها متطوعو المعرض، تسير مريم وهاجر معََا خلال يومهما بالمعرض، تحاولان مساعدة الزوار بهدوء وبابتسامة على محياهما.
تلك هي المرة الأولى التي تتطوع فيها هاجر بمعرض الكتاب، قررت خوض التجربة بعد تخرجها منذ أسبوع فحسب، وتقول إنها استفادت الكثير عبر احتكاكها بالناس.
ينقسم العمل التطوعي بين البقاء عند البوابة لمساعدة الزائرين خارج الصالات، أو العمل داخل الصالات، فيما تواجه هاجر وروان مواقف عديدة طيلة اليوم، ما بين تعليقات ليست جيدة مثل «انتو مبتفهموش»، حينما لا تجد روان أو هاجر دار النشر التي يريدها الزائر، والكثير من التعليقات اللطيفة والاستجابة السريعة حينما يُشيروا على الزائرين بارتداء الكمامة.
تلك هي المرة الأولى أيضََا التي تتطوع فيها روان، فهي طالبة بكلية الألسن ولديها نشاط اسمه التدريب الميداني، وعلى الطلبة فيه أن يحتكوا بالناس والاتصاف بالجرأة في التعامل، وهو ما استفادت به روان بالفعل خلال تجربة التطوع، كما أنها تعلمت أيضََا الالتزام بالمواعيد بدلََا عن التأخر كما كانت عادتها من قبل.
تشتاق هاجر أحيانََا لقضاء بعض الوقت كزائرة عادية، فممنوع منعََا باتََا شراء الكتب خلال العمل، وهي مرتدية الزي الأصفر الخاص بالتطوع، لكن يبقى لها ساعة خلال 8 ساعات عمل يمكن لها خلع الرداء والتجول بحرية.