قال الكاتب محمد إبراهيم طه، إن إقامة دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب المؤجلة حدث هام، والظروف استثنائية لكنها تسمح بالحركة، كما أنها دورة مهمة للقارئ والناشر والكاتب، وفرصة للاطلاع والمتابعة، مضيفا أنه يتوقع حركة من الرواج والبيع والشراء، ودعما للناشرين الذين يتعرضون للخسائر على مدار العام، ويرى فيها فرصة لأن تستعيد الثقافة منزلتها بين اهتمامات الأسرة المصرية.
وأضاف طه، في تصريحات خاصة للموقع الرسمي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أنه كان يتمنى إقامة الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية، لأن الفعاليات الأونلاين لا يكون لها مذاق الفعاليات الحقيقية، مشيرا إلى أنه يخشى أن يكون الإقبال عليها ضعيفا.
وعن الإصدارات التي سيشارك بها الكاتب محمد إبراهيم طه في المعرض هذا العام، يقول: لدي رواية جديدة بعنوان «شيطان الخضر» صادرة عن دار النسيم 2021، وطبعة جديدة من أعمالي القصصية الكاملة، وكل أعمالي الروائية ستكون على رفوف نفس الدار.
وتابع الكاتب محمد إبراهيم طه: «شيطان الخضر» هي رواية تتعامل مع منطقة قابلة فكريا للاشتعال بمجرد الاقتراب منها، لكن بطريقة هامسة، لا تترك خلفها غبارا عبر شخوص روائية بسيطة ومحلقة تؤكد على أن العبرة بالجوهر، وتنتقل بين تقنيات سردية واقعية ومألوفة وأخرى تستخدم الحلم، والهذيان، والهواجس والهلاوس والشطح الروحي والوجداني والإيماءات ولغة الإشارة، فتمس الروح والنفس والعقل بعيدا عن النقاش الفكري أو الفلسفي أو الفقهي.
تزيل رواية «شيطان الخضر»الحواجز بين التلاوة والغناء، حين تصل إلى أن القواعد الحاكمة لهما واحدة، هي المقامات والقواعد الموسيقية، بما يعني أن التجويد والترتيل والتواشيح ما هي إلا غناء محكوم بقواعد، ومن ثم تكون القيود المفروضة على الجمع بينهما في شخص واحد أو مكان واحد أو زمن واحد الفن والغناء والتلاوة والتواشيح حواجز وهمية ومزيفة، لا تتفق والمنطق ولا مع الروح الإنسانية التي تطرب في ذات الوقت لجملة لحنية وتنتشي مع آية مرتلة، حيث لا فرق حينئذ بين أنشودة دينية تشدو بها نجاة الصغيرة في إذاعة، ويبتهل بها مبتهل قبل قرآن الفجر، ففي كليهما نزهة للنفوس وراحة للأرواح.
تصطبغ الرواية بنظرة صوفية للعالم، تأخذ قارئها دائما إلى الاهتمام بجوهر الأشياء لا الشكل، وتسير في هذا الطريق بسلاسة، عبر أحداث واقعية وافتراضية وخيالية، تسير فيها شخوص بالغة العذوبة والإنسانية على خط درامي شفيف غير واضح تماما وغير خفي في نفس الوقت، كأنه علامة مائية، يقود الأحداث والشخوص والرواية ككل إلى نهايتها الغريبة.