ظلّت الفكرة تختمر داخله لسنوات، ذات يوم قرأ محمود حافظ قصة مُستوحاة من «كليب غنائي»، كانت قصة تُسمى «الوطواط»، تنتمي لسلسلة فانتازيا للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، أعجبت الفكرة حافظ، حتى قرر أن يلعب تلك اللُعبة، ولكن بتحويل المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية إلى مجموعة قصصية.
مؤخرًا نشر حافظ مجموعته القصصية «نحكي موسيقى»، ويقول الكاتب للموقع الصحفي الرسمي لمعرض الكتاب، إنه قام بمحاكاة 10 مقطوعات موسيقية وتحويلها إلى قصص، لا تُشبه القصة المقطوعة الموسيقية، ولكنها تستوحي روحها، كما يذكر حافظ.
حينما قرأ حافظ القصة المُستوحاة من الكليب الغنائي أخذ يتأمل تلك الفكرة الغريبة بالنسبة له «حبيت الفكرة، وحسيت إن ده ممكن يحصل في أي نوع من الفنون»، كما أنه آمن بوحدة الفن «يعني ممكن الفكرة تتكتب في صورة شعر أو رواية أو موسيقى أو فيلم أو لعبة إلكترونية»، فكل الأشياء مُباحة.
بعد قراءة حافظ لتلك القصة فكّر في مشاركة أصدقائه في تلك اللعبة، كان حينها عضوًا فاعلًا على موقع شبكة الروايات التفاعلية، كان ذلك إحدى المواقع الفاعلة في تثقيف الشباب قبل زمن «السوشيال ميديا»، وبالفعل قام حافظ وأصدقائه بتحويل قصيدة «انسحبوا» للشاعر هشام الجخ «وكانت القصيدة بتتكلم عن النكسة، وكتبنا قصص تستوحي نفس الفكرة».
لكن في مجموعته القصصية، قرر حافظ أن يستوحي من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية المعروفة لدى الجميع، مقطوعات من أعمال بيتهوفن وموزارت وتشيكوفسكي وغيرهم، ففي رأي حافظ أن تلك المقطوعات يُمكن تأويلها بأشكال كثيرة كما أنها محبوبة، ومع كل مقطوعة موسيقية مثل بحيرة البجع والدانوب الأزرق وغيرهم حاول حافظ مُحاكاة روحها ومُسايرًا لإيقاعها «فكل ما المقطوعة ترتفع في الإيقاع، السرد كمان إيقاعه يبقى أعلى».
راعى حافظ في كتابة القصص ألا يحتاج القارئ لمعرفة المقطوعات الموسيقية، وفي نفس الوقت كان حريصًا على معرفة القارئ لتلك المقطوعات، فقام بكتابة معلومات عن كل مقطوعة وتاريخ الموسيقار نفسه بعد انتهاء القصة الخاصة بها.
ومع اهتمام حافظ بالموسيقى إلا أنه لم يدرس المجال أكاديميًا، لكنه شاهد حلقات لتعليم الموسيقى للمبتدئين على قناة اليوتيوب، كما أنه قرأ كثيرًا عن الموسيقيين العظام الذي استوحى من أعمالهم، كما يعزف الشاب على آلة موسيقية بشكل مبتدئ.
داخل المجموعة القصصية، حاول حافظ محاكاة عالم الموسيقى بكل شكل، فبدلًا من كتابة القصة رقم واحد، كتب مقطوعة رقم واحد، كما غيّر في بعض المفردات «بدل ما أكتب في النهاية الفهرس كتبت محتوى النوتات».
تلك كانت أولى المجموعات القصصية التي يكتبها حافظ، وقبل ذلك نشر رواية واحدة اسمها «بنت نبي»، ولكن تعتبر المجموعة ليست تجربته الأولى في كتابة القصص، فهي الخُطوة الأولى في مشوار أي كاتب كما يقول، كما نُشرت له قصص منفردة على شبكة الإنترنت.