سيدتي كَم اشْتَقْت إلَيْكي وأعاتب رُوحِي
لِأَنِّي كَثِيرًا مَا اِبْتَعَدْت عَنْكي وَكُنْت مِنًى كالقرين
حَاوَلْت أَنْ أمحو الصّدِف عَنْ أَىِّ لِقَاء قَد يجمعنا
لَيْس خَوْفًا وَلَكِن حَتَّي لَا أَشْعُرُ بِنَدَم ما اقترفه ذنب الاِبْتِعَاد
كَثِيرًا مَا أَعْنَف نَفْسِي عَمَّا ضَاعَ مِنْ الْعُمْرِ وَفَات
. . . . . . . . . . .
سيدتي مُنْذُ فَارَقْتُكَ وَأَنَا غارِق فِي قَاعٍ الْحَيَاة .
تلتهمني جَائِحَةٌ الْأَيَّامِ كَمَا يَأْكُلُ الْجَائِع آخِرُ طَعَامِهِ
بفقدانك فُقِدَت كُلِّ شَيِّ حَتَّى الزَّمَانِ لَا يُحْصَى الْأَيَّام
عِنْدَمَا بَحَثْت عَنْ الحبِ وركضتَ بَيْن ملاذِ الْحَيَاة .
لَمْ أَجِدْ غَيْر صُخُور وحوائط مَزقت دروبها مَا تَبَقَّى مِنْ الْإِنْسَانِ
لَمْ أَجِدْ إلَّا النَّدَم والحسرة زادا وَرَفِيق النِّسْيَان . . . . . .
تجرعت الْحُزْن كؤؤساً والآلامً بِكُلّ الْأَلْوَان . . .
فُقِدَت كُلّ غالِي لَم يُبْقِي مَنِيِّ غَيْرِ حُطَام إنْسَانٌ
مَا عُدَّتْ أَعْرِف هَلْ هَذَا ابْتِلَاء أَم جُزْءًا مِنْ تَرَكَ الجِنان
أَم إنَّنِي اسْتَحَقّ . الطَّرْد وَالْعَيْش خَارِج الْأَوْطَان . . .
هَلْ هَذَا قَدْرَ أَم سُوء اخْتِيَار ؟
ضعت مَا عَادَ لِلزَّمَان عُنْوَان . . . . . ! ! ! ! ! ! !
حَاوَلَت التَّمَسُّك بِآخَر الرسالات كَخَيْط أَمَانٌ
مِن نورِ ضِيَاء سيرتكِ اِسْتَجْدَى الدفئ
وَجَدْته سَرَابٌ مُجَرَّدُ خَيَالٍ أَضْغاثُ أَحْلامٍ
يَوْمًا ظَنَّتْه حَقِيقَة رَجَعَت تعلقاً بِالآمَال
وَجَدْت كُلَّ مَدَنِيٌّ وَقَدْ سَقَطَتْ . . . .
لَم يُبْقِي لِي وَطَن وَزَال الْعُنْوَان . .
وَلَا أَي ما كان رَحَلْت الذِّكْرَيَات مَا عَادَ الْإِنْسَانُ إنْسَانٌ
سَافَرْت لِلصَّحْرَاء اِسْتَجْدَى شَرِبْت الْمَاءَ .
سَكَنَت سفوح الْجِبَال . بُنِيَت كوخا عَلَى سَطْحٍ الْمَاءِ
الْآن أعاود الْبَحْثِ مِنْ جَدِيدٍ لَعَلِّي أَجِدُ النَّجَاة
مِنْ الضَّيَاعِ . . . . . مِنْ الْمَوْتِ . . . . . مِنْ الْهَلَاكِ . . . . . .
سيدتي لِى عندكِ رَجَاء أَتَمَنَّى الْمَوْتِ تَحْتَ قُدَّامَكِ . .
خُذِي بِيَدِي لَا تتركيني مَا بَيْنَ الرِّحْلَة وَالتَّرْحَال
الْآن وَبَعْد ضَيَاع كُلُّ مَا كَانَ . .
لَا أَمْلِكُ إِلا الْحُطَام وَبَعْض الذِّكْرَيَات لسنوات عِجَاف
أَتَوَسَّل لِقَلْب عاهدنى زَمَان . . . . . .
أَنْ يُعِيدَ لِي الرُّوح فِى جَسَدِ قَدْ أَوْشَكَ علىَ الْهَلَاك .
مُحَمَّد سُلَيْمَان