صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، كتاب بعنوان ” چانيت هومز مدخل إلى علم اللغة المجتمعية ” ترجمة الدكتور محمد عناني والدكتورة سمر طلبة.
جاء الكتاب في ثلاثمائة وسبعة وثمانين صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على ثمانية مفاهيم هي إبداع المتحدثين، التغيير من أعلى، التغيير من أسفل، اللهجة الوليدة وتولد اللهجات، نظرية الموجات، انتشار التغير تدريجيا في الألفاظ، التغير تبعا للوقت الظاهري و التغير تبعا للتوقيت الحقيقي.
بأسلوب بالغ البساطة تقدم الكاتبة عرضا شائقا لعلم اللغة المجتمعية وأهم مفاهيمه ومصطلحاته ومجالات بحثه، على كثرتها وتنوعها وتداخلها، فتعالج ظاهرة تعدد اللغـات داخـل المجتمع الواحـد، والمنهجيـة التـي يتبعهـا أبنـاء المجتمع متعدد اللغات في تعاملهم اللغوي مع شتى المواقف
كما تتناول التغير اللغوي، والتخطيط اللغوي، وتحويل لغة بعينها إلى لغة قومية لبلد ما، والفرق بين اللغة القومية واللغة الرسمية.
وتتطرق أيضا إلى ظاهرة مؤسفة هي موت اللغات، وإلى الإجراءات المتبعة عادة لصيانة اللغات والحفاظ عليها من مثل هذا المصير، وطرائق إحياء اللغات.
كما تفرد جانبا مهما من بحثها لظاهرة الازدواج اللغوي التي نعرفها جيدا في عالمنا العربي، الذي “يتحدث” كل بلد من بلدانه لهجة عربية، بينما “يكتب” بالعربية الفصحي في السياقات الرسمية والعلمية والأكاديمية المتخصصة وأغلب السياقات الأدبية.
وتهتم الكاتبة ببحث الدور الذي تلعبه المتغيرات الخاصة بالأفراد في تحديد خياراتهم اللغوية، سواء أكانت تلك المتغيرات تتصل بجنس المتحدث، أم سنه، أم مكانتـه الاجتماعيـة، أم انتمائه العرقي أو الإقليمي، أو شبكته الاجتماعيـة وصلاته بغيره من البشر في إطار ممارسته لحياته اليومية.
كما تستعرض التفاعل بين شتى هذه المتغيرات، وانعكاسه في طريقة تعبير المتحدث عن نفسه وترتيبه لأولوياته التواصلية.