كان عليك أن تقتفي آثر الريح
أو ترفع بصماتك َ
من فوق الماء
كان عليك أن تبرهن بحثك َ عني ،
مثلا تتبع العطر أو تتفقد غيمة ً على رأسِ الجبل،
أو تفتش في الورد عن آثر ِ الفراش،
أن تكتب طلسمًا
و تمارس الشعوذة ،
و ترقص على أطراف أصابعك َ
في جسور ِ المدن الكبرى التي تبتلع النساء،
كان عليك َ أن تجهد قلبك َ
و تسحب أحمر الشفاه
من كؤوس ِ الخمر
تتفقد المواخير ،
و الدور التي تحتضن حقوق المرأة
تقتحم المؤتمرات و تبحث ُ
في سجل المعنفات أسريًا
كان عليك َ يا رجل أن تكون رجلًا حادًا و شرسًا
كان عليك َ أن تقاتل من أجل ِ
حبك َ الذي توارى
وصار َ رمادًا ،
أو تتورط في جريمة ِ قتل مدافعًا
عن لون ِ فستانك َ “الزهري”
من أجل امرأة ً بادلتك َ القبل تحت الشجر،
أ تُراك رجلًا تفقد َ
صوامع الحنطة الذهبية
باحثًا عن ريش ِ
حمامته ِ ،
أ تُراك رجلًا فقد صوابه ِ وحطم المرآة
و جرح ذقنه ِ بشفرة ِ الحلاقة؟؟
أو رجلًا يسحب ُ كرسيًا لامرأة ٍ ثملة في حانة ٍ حمراء،
أما كان عليك َ يا رجل
أن تبحث ُ في قلبك َ
عن أسمي
الذي تيبس َ بين شفتيك َ !!
أ تُراك تطبع على جبهتك َ سجودًا
وتلوح بمناديل ٍ خضر ٍ
أو تنذر دمعتك َ لليل ٍ على فراشك َ البارد ،
أبحث يا رجل عن امرأة ٍ من دخان ٍ تتطاير من ألسنة ِ لهب ٍ
لعلَّ عبرة ِ النار ِ و الدخان
تدلك َ على خيط ِ العثور…