لم أكن ساعتها إلا نقطة ضوء
وأمي كانت تخيط قلبي
متكئة عليْ
قالت ماهذا الرتق يا صفاء
ألم يكن جديدا قلبك كثوب العيد
الم يكن أجمل من ثوب أخيك
وأجمل أثواب المدينة كلها
انا اخترته لك فضفاضا كالنهر
خفيفا كجناحي يمامة
وملونا كحناّء أصابعي….
فكيف تمزق إذن بهذه السرعة
أي رمح شكّه
اي أسلاك تخللت خيوطه
أعني شريانه
من خاطه بهذه الفظاظة
حتى يبدو صدرك كمركب
هشمته العاصفة
كانوا يتركونه لي وأنا احسن رتقه
قبلة قبلة
ضمّة ضمّة
كنت أضمّ خيوطه جميعا
فينغلق الجرح كجفنيك تماما
وانت تنام في حجري …
صفاء والقطا توأمان
وأنا نهر يتيم
لم يبق له من امه إلا القصب
ومن أبيه
إلا رغوة الطمي
والاسماك الصغيرة العمياء
لكن الماء يعشق عيني ،”صفاء ”
وطرة شعره
والماء لا ينسى
أن يسحّ على رقبته وصدره
مثل ينبوع مقدس
النهر كان هناك….
و انا بين قلبه والنهر
أملأ الدلو كي لا يفيض بدمه
واصبّ على جسر الزيتون
كي يغسل عيون الزنبق والشفق المسفوح
على أكف الأرض
قميص “صفاء” لا يوسف فيه
ولا أقمار ولا نسوة يمزقن قلوبهن
من الإشفاق …
ولا امرأة ابيضت عيناها من الشوق
قميصه منشور من الأرض
إلى السماء السابعة
وممتدة خيوطه من النهر الى البحر
يطلع كل ربيع آلاف الوردات
وتنكتب عليه آلاف القصائد
تسجل ملحمة الحرية
ملحمة الانسان