وسط حضور جماهيري وفني كبير، تم افتتاح “جاليري زهير” للفنون التشكيلية بمدينة نصر. وحضر الافتتاح الذي تضمن عددا من الفاعليات الثقافية والفنية، نخبة من الفنانين والأكاديميين، من بينهم الفنان عادل بنيامين والدكتور سمير النفيلي، والفنانة سارة محمود، والفنانة أسماء عادل، والمطرب محمد ساكوري، وعدد كبير من الجمهور والمهتمين بالفنون التشكيلية من مصر والعالم العربي.
وخلال حفل الافتتاح، غنى الموسيقار سيد الشامي، وهو يعزف على العود، بعضا من ألحانه الوطنية والعاطفية، التي حازت إعجاب الحاضرين، ولقيت تجاوبا كبيرا منهم.
كما أبدع المطرب الشاب محمد ساكوري، في غناء بعض أعمال الموسيقار الراحل سيد درويش، وأغانٍ أخرى لفنانين معاصرين منهم محمد منير وأحمد منيب وغيرهم.
ويتبنى “جاليري زهير” فكرة جديدة من نوعها، وهي الخروج بالفن التشكيلي من قاعات العرض المغلقة، وعرض اللوحات والمنحوتات وسط الزهور والورود الطبيعية ونباتات الزينة، في تجربة غير مسبوقة في مصر والعالم العربي. وذلك بهدف تقريب الأعمال الفنية من الجمهور العادي، وعدم اقتصارها على الصفوة من المهتمين بالفن التشكيلي فقط، وهو الأمر الذي يضمن نزول هذا الفن النخبوي من برجه العاجي إلى أكبر عدد ممكن من الناس.
ويوفر “جاليري زهير” الذي يقع في منطقة تجارية بشارع الطيران في مدينة نصر، مساحة حرة لعرض اللوحات والمنحوتات، وورشة عمل للفنانين التشكيليين والموسيقيين لإجراء البروفات الفنية، فضلا عن خدمة ضيافة مجانية للعارضين من الفنانين والجمهور معا.
ولا يستهدف الجاليري، الذي يملكه الكاتب الصحفي زهير العربي، تحقيق الربح المادي، فهو ليس مشروعا تجاريا، بل مشروع فني يقدم خدمة للمبدعين الذين يعانون من تباعد الفن التشكيلي عن الجماهير، واقتصاره على الجاليريهات المغلقة فحسب، ما يعني ضرورة تقريب هذا الفن من المتلقي العادي، بما يحقق نظرية “الفن للشعب”، حسب تعبير العربي.
من جانبه، يقول “بنيامين”، وهو صاحب أول تجربة في عرض الفن التشكيلي وسط الشوارع والميادين: “الجاليري فكرة جديدة تماما، تضمن وصول الفنون التشكيلية إلى قطاع عريض من الجمهور الذي بات يعتبرها بمثابة “لوغاريتمات” غير مفهومة، ولذلك أصبح هناك تباعد كبير وبون شاسع بين هذا النوع من الفنون والجمهور العادي، الأمر الذي يوجب تقريبها إلى الناس وجعلها في متناول أيديهم، لكي نضمن تحقيق التواصل المفقود بين الناس والفنانين التشكيليين المعاصرين. إن لوحاتنا في هذا المكان ليست جادا، بل هي تتنفس، وتتجول بين الناس، تتكلم وتصغي. تتفاعل وتبدع. انشروا ربيع الفنون التشكيلية في كل الطرقات والمحلات”.
فيما قال د. “النفيلي”، رئيس “جمعية الصداقة المصرية- البلجيكية”: “فوجئت عندما سمعت عن أول تجربة في مصر، وهي إقامة جاليري ومحل زهور في مكان واحد. فقد راودتني هذه الفكرة كثيرا، ولم أجد أحدا يشاركني طموحاتي بأن نخرج من القاعات المغلقة إلى الملتقى مباشرة، دون حواجز أو قيود”.
وأضاف: “تعرّفت، وأنا في بلجيكا على صاحب الفكرة الكاتب زهير العربي. تواصلنا عبر الفيسبوك، وتحدثنا في الأمر فتلاقت أفكارنا.
وعلى الفور، رجعت إلى مصر خصيصا بهدف المشاركة في إطلاق هذا المشروع الجريء، وهو النزول بالفن التشكيلي من برجه العاجي، وإخراجه من القاعات التي لا يرتادها سوى المتخصصون والمهتمون فقط، لكي ينزل إلى الشارع، ما سوف يسهم في تغيير الانطباع السائد عن التشكيل باعتبار أنه فن النخبة”.
وتابع “النفيلي”: “حين عرضت الفكرة على شباب الفنانين التشكيلين، فمنهم من رحب بها، ومنهم من عارضها، لكننا صممنا على المضيّ قدما لإنجاز أول تجربة جاليري ومحل زهور. وعلى مدى ثلاثة أيام، عملت مع القائمين على المشروع بهدف إخراج مكان العرض بصورة حضارية تتماشى مع الورود والزهور، وتأجّل الافتتاح يوميّن لإنجاز العمل الذي تحملّت تبعات تصميمه وتنفيذه.
وكان للحماس والدعم المعنوي الذي تلقيّناه من الفنان العالمي عادل بنيامين، دوره الكبير في تحوّل هذا الحلم إلى حقيقة”.
وقال الكاتب والشاعر مصطفى جعفر: “افتتاح جاليري لبيع الأعمال الفنية والزهور للمستهلك العادي خارج الصالات المغلقة، يُعد بمثابة نقلة كبيرة للفن التشكيلي المصري، حيث يتلاقى العمل الفني الأصلي مع هاوي اقتناء الأعمال الفنية الأصلية، أو المستهلك بلغة الاقتصاد، في معرض يجمع بين جمال الزهور وروعة الفن التشكيلي. وأتمنى أن تُعمم هذه الفكرة الرائعة في جميع محلات مصر”.
من جهته، قال الفنان نصر حسوبة: “سعدت جدا بالتجربة الجديدة والفريدة من نوعها في مصر، فلأول مرة يتم عرض اللوحات والمنحوتات وسط الزهور، وذلك بهدف جذب محبي الورود، إلى جماليات من نوع من آخر هي الفنون التشكيلية، الأمر الذي يكسر حاجز العزلة الراهنة بين التشكيل والجمهور”.