“تذكّر أنّي أحبّكْ”
يمكنُ لها أن تكونَ صلاةً
مثلما يمكن لها
أن تكونَ دعاءً في سجدة شكر
أو تلويحةً من النافذة
لمسافرٍ لم يجد بعد طريقه
“تذكّر أنّي أحبّكْ”
كما يسقطُ فانوسٌ من يدِ طفلةٍ
فينتشرُ الضَّوءُ والأدعيةُ
في سكونِ الظلام
تهجّدٌ غامضٌ
، بإيقاعٍ خفيضٍ جدّاً
يعلو كلّما وضعتُ أصابعي
في آذانِ الوقت
و تلمّستُ طريقاً شائكاً
إلى البكاء
*****
في فحمةِ الأيّام، يسكنُ بياضُ لحيتي
أنا رسّامٌ حاذق
لا يخلو وجهي من الزّغَب
لا يخلو من العشب
حتّى أنّي أفكّر
أن أدعو سربَ عصافير
لتشربَ من الندى الذي يلمعُ في خضرتِه
أفكّر أن أقول لحبيبتي :
إنّ العشبَ
يمكنُ لهُ أنْ يكونَ ابيض
كي لا تخرجَ على النّاس
بعد كلّ عناقٍ
بقميصٍ ملطّخٍ بالأخضر
*****
بيني وبينكِ ريشةٌ
نطيّرُها بأنفاسنا تارةً
وتارةً، بإشعالِ النّارِ في موقدِ الورد
كما لو أنَنا نريدُ أن نقولَ :
لا حاجةَ لنا بالوردِ اليابِس
لا حاجة لنا بريشةٍ
تسقطُ حينَ يشحُّ الهواء
فَتضيقُ أنفاسنا
أنا وأنتِ أرنبانِ بريّان
نغضبُ، عندما تضيقُ المفازات
وتسرقُ نوافذَ تسلّلنا منها
لنركضَ صوبَ الأغاني
حتى أنّك صرتِ تعرفينني
من جحوظ عينيَّ
و حمرة أذنيَّ
، وزرقةٍ واضحةٍ في يديَّ
وعندما يتبقّى من وقتِ أحاديثنا
ما مقدارُهُ سيجارةٌ أخيرة
، فإنّك تجمعينَ المصابيح
كي تعجّلي بالوداع
، وتوصينني بنفسي خيراً
مخافة أن أنطفيء بين يديك