يفتتح الناقد التشكيلي هشام قنديل رئيس مجلس إدارة أتيليه العرب للثقافة والفنون “جاليري ضي”،
معرض الفنان الكبير مصطفي بط، فى السادسة من مساء السبت الموافق 23 أكتوبر، بقاعة ضي بالمهندسين.
يستمر المعرض لمدة ثلاثة أسابيع، ويشهد حضور عدد من الشخصيات الفنية والتشكيلية.
يجمع معرض الفنان الكبير مصطفي بط، بين الرسم والتصوير والنحت، حيث يقدم مجموعة اعمال نحتية تعرض لاول مرة.
والفنان مصطفي بط أقام العديد من المعارض الخاصة داخل وخارج مصر معرض بقاعة إخناتون 1968، 1970، 1981 ومعرض بقاعة عرض بروما بإيطاليا 1971 ، 1986 ومعرض بالمركز الثقافى السوفيتى 1976 – بالقاهرة ومعرض بالمركز الثقافى السوفيتى 1977 – بالإسكندرية ومعرض بالمركز الثقافى الأسبانى 1979 ومعرض متجول بقصور الثقافة 1969، 1970، 1981 – 2003 ،معرض بالمركز المصرى للتعاون الدولى 2005 ،معرض بقصر ثقافة أسيوط مع الفنان / عبد الوهاب عبد المحسن والفنان/ مصطفى مشعل.
كما شارك فى الحركة الفنية التشكيلية منذ تخرجه، ومن المعارض الجماعية المحلية التي شارك بها الفنان معرض الطلائع السابع ( جمعية محبى الفنون الجميلة ) 1966 ،القاهرة معرض بقاعة اخناتون مع الفنان مصطفى عبيد 1981 ،معرض ( طيور تأبى الرحيل ) بقاعة ( أبعاد ) بمتحف الفن المصرى الحديث بالأوبرا نوفمبر 2013 ، معرض الموروث الشعبى بقاعة نهضة مصر بمركز محمود مختار 2006 ،معرض ( ثورة شعب ) بمركز كرمة بن هانىء الثقافى – بمتحف أحمد شوقى يوليو 2017 .
وشارك بالعديد من المعارض الجماعية الدولية منها ،بينالى الإسكندرية الدولى لدول حوض البحر المتوسط الثامن 1970 ، بينالى أثينا الدولي بأسبانيا 1971، 1972 وبينالى فنانى مصر في الأقاليم الدولى بالإسكندرية 2005
وحاز علي العديد من الجوائز المحلية والدولية منها الميدالية الفضية فى التصوير من صالون القاهرة 1971 جائزة حفر من الثقافة الجماهيرية 1986 ، الجائزة الثانية بمسابقة شركة سابك بالسعودية 1995 .
وكتب كثير من النقاد والفنانين عن الفنان مصطفي بط، وعن تجربته قال الفنان والناقد الكبير حسين بيكار “إن هناك قوة خفية تدفع الفنان إلى تصوير البيوت الريفية ذات الجدران الطينية الرحيمة التى تحتضن الإنسان وتسكب فى روعة شعورا بالأمن والطمأنينة. إن هذا النداء الخفى
يتركز فى افتقار إنسان العصر إلى الإحساس الداخلى بالأمن داخل القوقعة التى بناها حول
نفسه ، وهى التى جعلت المنزل يقتحم عالم الفنان على شكل رمز يعبر عن الظمأ إلى لحظة سلام مع النفس ومع الأخرين.
فماذا تعنى هذه البنيات الكثيفة كثافة الهموم ، وهذه الخطوط التى تنوه تحت أعباء ثقال.
وهذا التكتل الصخرى الذى يناطح الضغوط التى تحاول قهر الانسان ، وماذا تعني هذه الغضون العميقة التى تستقر فوق الأشياء المعمرة وكأنها بصمات السنين التى تعاقدت على
الأمكنة الحميمة فعلمتها مزيدا من الحكمة التى تتمثل فى الصمت الفيلسوف .. ولا شك إنها مصر بكل ظروفها التى عانتها وما زالت”.
وتقول الناقدة فاطمة علي عن تجربته إن
عالم الفنان مصطفى بط له خصوصية وجدانية حدد القرية مكانا ومصدرا لها .. إلا أن أعماله
تبحث فيما هو أبعد مكانا من القرية، إلا إذا كان استلهم من القرية براءتها، فلوحاته الأبعد
من القرية كمكان تستكشف علاقة الإنسان مع من هم من جنسه وعلاقته مع كائنات أخرى
تشاركه الكون الأكثر اتساعا من القرية ليشكل بهم عالما مرتبطا بذكرياته بالمكان المحدود و
البيئة مع بدء عمل اللوحة لم يعد المكان محدودا.. فجميع خلفيات لوحاته التي تتصدرها عناصرة ليست مرئية في مشاهد قروية أو أرضية تحيط عناصره.
مردفة، وقد قصد الفنان بحساسية شديدة في تقنيته المكونة من توليفات أصباغه و الأحبار و الأكريليك أن يخلق منها عالما موازيا بصريا لتصوير الأجواء القريبة الملتقى داخلها كائناته لتتعادل ومعنى أجواء
الأسطورة التي قصدها الفنان مكنها علي السطح تجولت الفانتازيا بصرية ثرية.
وقال أيضا عن تجربته الناقد صلاح بيصار “من وحى الحقيقة والخيال والواقع المعاش والأحلام ..انبعثت الأسطورة من دنيا
متخيلة كانت تدب على مسرح الحياة وتشكلت فى عالم مصطفى بط. هذا العالم الذى يمثل
امتدادا لأعماله السابقة بطول تاريخه.
ولكن فى تحولات وآفاق جديدة وغريبة، عالم سحرى
لايعرف الحدود ولا القيود، تنوعت فيه الخامات وطرق الأداء كما تنوع الشكل والتشكيل من
المنحوتات والمجسمات التى تم صبها بخامة الألمنيوم ولكن يظل الفضاء التصويرى للفنان بتاريخه الطويل معه، ما بين الخطوط والألوان والأضواء
والظلال والشرائح الكولاجية، ذروة أعماله فى هذا العالم الذى تشكل من وحى الأسطورة و
انفرج عن صور وأخيلة يمتزج فيها الواقع بالخيال والتعبير السحرى بروح الفن الشعبى”.
ويقول الناقد محمد كمال: “إذا دققنا فى المشوار الإبداعى للفنان مصطفى بط ( 1943م ) سنجد أنه يجسد ذلك المنحنى الصاعد الذى يستوى عند مساحة زمنية ممتدة ، ثم يبدأ فى الهبوط صوب
البئر الطفولى مرة أخرى ، بعيداً عن الحسابات الذهنية لبناء المشهد. فقد ولد الفنان ونشأ
وعاش حتى الآن بأزقة وحوارى وشوارع مدينة شبين الكوم منذ أن كانت قديما أقرب إلى
السمت القروى بكل مفرداته البشرية البسيطة من فلاحين وعمال ، إضافة إلى الدواب
والطيور والجداول والغيطان والمعمار الطينى اللبن الذى يتماهى مع مادة الأرض الزراعية
المكسية بالرداء السندسى الأخضر”.
وتابع: تخرج الفنان مصطفى بط عام 1966م من كلية التربية الفنية
بالقاهرة ، ليبدأ حواره مع مدنية العاصمة وسطوتها الجاذبة التى لم تنل منه كثيراً ، لاحتمائه
الدائم بعناصر المنشأ ، علاوة على سيطرة المد القومى آنذاك ، رغم قسوة نكسة 1967م ،
إلا أنها لم تزد الشخصية المصرية وقتها إلا إصراراً وعزماً خلال ماسمى
ب ( حرب الاستنزاف ) ، وهو ما ظهر فى أعمال مصطفى التصويرية إبان تلك الفترة.