منذ آلاف السنين عندما بدأت الحياة تدب بجذورها علي كوكب الارض عرف الإنسان الفن التشكيلي ولكن ليس بالمعنى و المفهوم و الدراسة التي نحن عليها الآن.
فقد مر الفن منذ فجر التاريخ بمراحل كتيرة و محطات خالدة و تجارب عديدة جعلت الفن الآن يستند علي جذور عميقة وقوية و راسخه.
فلن يكن مجازا أبدا أن نقول بأن المصري القديم عرف الفن قبل معرفة اللغة حيث كان الفن لغتة البدائية.
فقد كان ينقش مظاهر حياته علي الصخور بطريقة فطرية بسيطة تتسم بالإختزال .
فقد كان ينقش كما يري بإحساس الطفل الكامن داخله. وعد هذه النقوش هي البذرة الأولي في بستان الفن.
وكلما ذكرنا شئ من حضارة و ثقافة و تاريخ المصري القديم يقف التاريخ صامتا أمام كل هذا الثراء والجمال البصري الفريد الذي تمتع به المصري القديم.
فقد تعمق المصري القديم شئ ف شئ وجعل من هذه النقوش طلاسم و شفرات و أسلوب حياة.
وبدأ يفك رموزها علي هيئة أدواته التي كان يستخدمها في حياته كالأواني الفخارية و الحراب و السيوف وغيرها.
و أخذ في نحت الكهوف للإحتماء بها وبدأ في زخرفتها فطريا بطريقة بديعة وتوجد ألي الآن بعض من هذه النقوش شاهدة علي مدي صدق و حب و براعة الإنسان المصري القديم في مشوار بحثه الدائم لحياة أفضل.
وكل هذه الأمور تجعلنا نشعر للوهلة الأولي أن هناك قانون و قوة موحدة تندرج من تحتها جميع الفنون المصرية القديمة التي كانت مصدر إلهامها .
كان الفن قديما يتصف بصفه عامه علي أنه حرفة أو صنعه. فكان المصري القديم يعمل بجماعات إما بالرسم أو النحت علي جدران المعابد أو المقابر أو نحت التماثيل.
وقد تميز المصري القديم بالبساطة و الوضوح.
و أهتم أيضا بتوثيق كل مظاهر الحياة بكل تفاصيلها بحلول تشكيلية بديعة بعيدة كل البعد عن التكلف في تناغم رائع.
وكان لخيال المصري القديم نصيب من الإبداع حيث جعله يصنع رسومات و نحتا ممتزجا مابين الإنسان و الحيوان أو الطيور لتهدف إلي رمز يقصده مثل أبو الهول. الذي يمثل القوة المتمثلة في جسم الأسد مع رأس الإنسان الذي يمثل العقل و الحكمة.
وقد سعي الفنان المصري القديم للتجريد للدمج بين الواقع والخيال في عملا واحدا.
فكان يجرد بعض العناصر كي يقوي المعني و تأخذ شكلا أكثر وضوحا. ويزيل الأجزاء التي من الممكن أن تؤثر سلباً فمن هنا لجأ إلي التجريد والتأكيد على الجوهر.
أخيرا وليس آخرا.لم ولن نستطيع سرد كل هذا الثراء في مقال لما له من عمق و قوة و عقيدة راسخة محركة لكل هذه العناصر الفكرية في تناغم فريد.
بقلم الفنان / عماد عزت.