يبدو أنها القيامة
ها أنا عن الدنيا بعيدا
ها أنا أقف وحيداً
تمتد الأرض تحت اقدامى
ولا أجد نهاية لهذا المدى
ارتعد خوفاً
أصرخ بأعلى الصوت
فلا يأتينى سوى الصدى
أمسك كتابى لكن …
ياويلتى أين الكتاب
هل ذهب كل ماكان منى سدى
وتمتد ايادى تسوقنى
– وأسألها إلى أين المسير
فتأتى الإجابة مفزعة
– أنت ماض إلى السعير
هذا جزاؤك والمصير
– لكنى يا سادتى قادم للتو منه
يمكننى أن احكى لكم عنه
إن كنتم لى من السامعين…
– اصمت .. اصمت هذا جزاء الظالمين
أنت اخترت دروب الضالين
واغمضت عينك عن الهدى
– لا يا سادتى .. فقط كنت من الحالمين
ازرع حقول البهجة
على وجه العمر الحزين
انسج من خيوط الشمس معطفا
يدثر فى ليل الشتاء
قلوباً مزقها الأنين…
وتمتد الايادى تهزنى كى استفيق
أصحو من غفوتى..
أخرج من ذلك البئر العميق
استرد روحى
وتستعيد عينى البريق
أعود حيا يسرى فى عروقى النبض
أقوم وارتدى أزياء العرض
آخذ دورى المرسوم منذ القدم
دور جواد طالبوه
بجر كل أثقال الأرض
ألهبوا بالسياط ظهره
كى يستمر فى الركض
يسقط .. ويقف
لا يملك حق الرفض
يبتسم رغم الأسى..
يؤدى الواجب والفرض