بصوت عالٍ أصدرت أمرًا لي، لوحدي، لم يسمعه أحد غيري بأن لا أعتب على أحد، في غرفة مشمسة تذكرني بسيدة مقعدة كانت تحيك الصوف لتعتاش وأنا أحيك الصوف لكي لا أعتب، لا على الزمن ولا على الناس، أعرف تماما بأن منزلي يحتاج للكثير من العمل ولكن لا رغبة لي أو لا دافع لدي. أستطيع أن أمشي ولكن الإتجاهات لم تعد مغرية والحب طرقه مسدودة، أقفلتها أوهام الثروات التي لا حدود لجشعها، أقفلو العالم، مع أنّه مليء بالتعب والحاجة. تصلني أصوات من صديقة تخاف عليّ من وحدتي، ولكنها في المقاطعة التالية في القارة، حتى رنين وسائل التواصل الإجتماعي لم يعد يجدي، ولا إحساسي بالشفاء من ألم لا يطاق، لا قنينة الماء تثير العطش ولا الشمس تبعث الحياة. وأنت المختبئ في تطبيق القرارات، وأنا التي لا يسليها حتى التسلية، أمحي رغباتي واحدة تلو الأخرى، وأنا استلقي على كرسي مريح لا أغفو ولا فائدة من التفكير، لا سلبي هو الوجود ولا إيجابي، لا أسود ولا بألوان ولا يمكنه أن يكون أسوأ.
أيقظني من إنعدامي صوت عصفور، تساءلت ماذا يقول، بطارية الموبايل تنذر بالزوال، غريب أنّ صوت العصفور في شجرة التين العارية أخذني، وفكرت بأنّ عليّ قلب التراب لأحيي بعض البذور في عالم شبه ميت