في المصري اليوم كتب الأستاذ الكبير طارق الشناوي عن الفنان المبدع عبد السلام النابلسي
“ملحوظة أتحمل مسؤوليتها، نصف ضحكات سينما (الأبيض والأسود) كان مصدرها النابلسي، خاصة تلك التي شارك فيها بأداء دور صديق البطل مع فريد الأطرش أو عبد الحليم حافظ، أو تلك الثنائية الناجحة التي جمعت بينه وبين إسماعيل ياسين، ورصيده يصل إلى نحو أكثر من 150 فيلما، أشهرها دوره في الذي لا ينسى (حسب الله السادس عشر) قائد الفرقة الموسيقية مع حليم وصباح وزينات صدقي في (شارع الحب)”
والآتي أنقله من كتابي (أنا أحب شارع الحب) وتركيزي في الكتاب على النابلسي وزينات، وهذا يتضح أيضا في الغلاف الذي ركز عليهما ووضع حليم وصباح خلفية. لنقرأ
(لمشهد الأول.. عبد السلام النابلسي الذي هو حسب الله السادس عشر، يعطينا ظهره في استعلاء. يرتدي طاقية نابليونية وعلى كتفيه ما يشبه حلي كبار الضباط. يسراه خلف ظهره. ثم يظهر لنا الجانب الأيسر من وجهه ثم يستدير لنراه في كبرياء وغطرسة. يرتدي سترة عسكرية ضباطية. يمناه داخل تلك السترة مقلدا القائد الشهير نابليون بونابرت. نراه وجهه المُكَلْضَمْ المعترض على تصاريف الحياة، وفي نفس الوقت تعبيراته مكسورة، لكنها كسرة العظيم المتعالي، والذي لا ولن يستسلم للكوارث التي تناله، فهو نابليوني غير قابل للكسر، وهو أيضا لويس السادس عشر ملك فرنسا، لا فلا يمكن أن ينحني! شخصية مبعككة حقا، ورغم انسحاقها الكلي، تتعالى بعنطزة تنعش المشاهد. إنها بالفعل بداية مشوقة.
و يبدأ المتكبر السنكوح حسب الله السادس عشر، يبدأ في إلقاء خطبة عصماء، يبدأ وقد استغرق في تقمص شخصية نابليون، وملك فرنسا لويس السادس عشر معا! شوف الإجرام الفني يا جدع! ومع اتساع المشهد نرى ملابس هذا الطاووسي.. برنيطة نابليون على رأسه والجاكت التحفة ثم بنطلون بيجامة فضيحة وشبشب جربان! جميل جميل جميل. ويلقي الخطبة النابليونية في غرور يشبه غرور موسوليني، وقد مهدت له موسيقى أغنية نعم يا حبيبي نعم، وهي موسيقى وقورة متعالية، لتنضم مع تعالي وكبرياء حسب الله السادس عشر، وكلاهما يتعارضان مع سوء حال المذكور فتزيدني ابتساما. وخلال خطبة حسب الله المتعالية المستكبرة، نرى خلفه محله الفقير والعاملين عنده وهم في ملابس رثة، ينظفون الآلات الموسيقية وهم يتابعونه في عدم رضاء. أما هو شخصيا، هذا النابليوني اللوِيسي، فماذا يقول لا فض فوه وانمحى حاسدوه؟ يقول..
-أنا حسب الله السادس عشر. آخر سلالة آل حسب الله. السلالة التي غزت جميع الميادين، من ميدان الحسينية إلى ميدان المدبح. من القاهرة إلى الإسكندرية. أنا حسب الله رضيع الفن ونابليون أكبر فرقة موسيقية نحاسية. يركبني الفقر ويركبني النحس كمان!)