أخبار عاجلة

“قلب قتله الحب” قصيدة للشاعر “عبدالله العزالي”

قف لا تقترب
ارجع من حيث أتيت
لا تلمس شيئا
اطفئ ذاك المصباح
دعني في وحدتي أتأمل ذاتي
أبحث عن أشيائك المبعثرة داخل نفسي لكي ألملم جروحي
فلعلها تشفى
وحينها سوف أتعلم كيف أكون مثلك أهذي بكلمات غير التي في قلبي وألون حروف كلماتي لعلها تعجبك
والآن ألف سؤال يدور في رأسي تقول لي قولي له
متى تعلمت النفاق؟
وكيف لم تعلمني كي أكون مثلك؟
لماذا تركتني أحمل قيمي ووفائي
وجعلت قلبي مستباحا لك
كيف صنعت به كل ذاك المكر؟
أنسيت أنه قلب ينبض بحبك
ما تلك القسوة التي تعلمتها وأنا
التي منحتك قلبها
عجيب أمرك
كنت تتحدث معي وكأنك من البشر فوثقت بك
وأفسحت لك مكانا في قلبي
فخنت العهد وأصبحت أشياء كثيرة غير مفهومة تتلون وتزين الكلمات حينما تحتاج إلى غابة الجسد المثمر لتنهل منه ما يسعدك
وأنا بصفاء روحي وجمال قلبي أصدق كذب حديثك وأعطيك بلا تمهل
فارجع عني لا تقترب
فأني الآن أشم فيك عطرًا غير عطري
أشم فيك هواء تنفسته في بستان
غيري
فكيف لك أن تفعل بي ذلك
ألا تعلم أنني التي من زرعت لك زهورها
ألا تعلم وكيف تعلم وأنت لا تبالي
تأتي وقت حاجتك إلى أحضاني
لتمرح على جسد يعطي بلا تحفظ فتسعد معي
ثم تذهب بسعادتك لغيري وتترك الجروح لقلبي
أنسيت أن في ذاك الحضن كنت أشم عبير زهور بستاني
ولكن اليوم أجد عطور زهور لم أزرعها أنا
ولم أعصر لك عبيرها بين أحضاني
فلماذا تأتي وقد عرفت أحضان غيري؟
أتأتي لتقتل قلبا شيد لك قصرا لتسكن فيه
أتأتي لتقتل قلبًا غرز لك الأزهار وأعطاك عبير لا مثيل له من أحضاني
فما بالك لا تبالي؟
أظننت أنني لن أعرف؟
أصرت جاهلا بالأنثى؟
ونسيت أنها تعرف عطرها وألوان زهور بستانها
أصرت جاهلا بالأنثى؟
وأنت من أنشد فيها قصائدك وعلمتها كيف تبحر في بحور حنانك
أصرت جاهلا بالأنثى؟
وأنت الذي رويت بساتين عمرها
حتى أزهرتْ بساتين الوفاء لك
وعشقت دفء أحضانك
فأصبح قلبي مستباحا بين حنانك المزيف وكذب كلماتك
والآن
ألا تعرف أن عيونك تخبرني بكذب حبك
وأن عقلك عشق غيري وبحبها ادأصابه الهذيان
فقل لي بربك كيف تجمع كل تلك الأشياء تحت جناحك؟
فارجع من حيث أتيت
فلم يعد في قلبي مكانا لك
ارجع من حيث أتيت
فلم يعد عقلي يتحمل كذب بسماتك
ارجع فقد ماتت زهور البستان التي غرزتها لك وفقدت الزهور ألوانها
وأصبح عبيرها عبيرًا كاذبا لا رائحة فيه كأنه اختلط بكلماتك
ولتعلم أنه كان لك في القلب سكْنٌ لك فلما ذهبتَ أنتَ
سكنتْ ذكرياتُ كانت لك
وبعدك أصبح القلب محرابا
محرابا للحب الطاهر
فلا تقربه بعد اليوم
ودعه للطهر عنوانا