تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الأديبة المصرية “سهير الطويل”
1. كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
سهير الطويل، إنسانة تكتبها مشاعرها في قصيدة، أكتب الأغنية والمسرح والسيناريو وأكتب أول تجربة لي حاليا في عالم الرواية. أحاول جاهدة أن أكون نفسي.
2. ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أقرأ هذه الأيام مختارات للشاعر اليوناني يانيس ريتسوس، أما أجمل كتاب فمن رأيي أن كل كتاب يضيف للمرء هو جميل دائما
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
بدأت الكتابة في سن العشر سنوات، وأعتقد أنني لا أكتب؛ فالمشاعر وفلسفة الوجود داخلي هما التي تكتباني فأنا رهينة لهما وأحيا بهما
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
الشاعر الذي يحلم كثيرا ويسافر العالم بخياله طالما تجده يحب السفر إلى كل بقاع العالم، لكنني أتمنى أن أزور باريس خاصة
5. هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
كل مرحلة يكتب فيها الشاعر أو الأديب عامة هي مرحلة خاصة في حياته وطالما أكتب بصدق معبرة عن ذاتي وأفكاري، فأنا راضية؛ غير أنني أتمنى أن يكون كل كتاب جديد الأفضل وسأظل أحب أعمالي جميعهم.
أكتب رواية الآن وأتمنى أن أنهي ديواني القادم وأكمل كتابا لي يضم مسرحياتي وأجتهد لأكتب كتابا عن أعمال وكتب دكتور علم النفس التحليلي الدكتور “خالد محمد عبدالغني”
6. متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
من الصعب حرق حرفا كتبته أما فكرة الاعتزال فللأسف أنا من الشاعرات التي تتعرض لضغوط نفسية أحيانا، أتمنى ألا تراودني الفكرة
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
كل كتاب يعجبني أشعر أنني كاتبته
أما عن الطقوس فصراحة أكتب دائما في حالة من التوتر، لا أستطيع التخلص من توتري إلا مع انتهاء آخر حرف
8.هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
كيف يكون خارج السرب وهو من يتمرد لوجوده فيه.
المثقف هو الدور الأساسي الفعلي في التغيير. ويؤثر دائما في النهوض بالمجتمع، والمثقف المبدع يستطيع أن يبني جسرا لعالم أجمل واع وراق
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
ما أجمل العزلة مع كتب تحبها وأوراقا تشكو إليها
أحب العزلة كثيرا ولا أرى فيها سوى حرية الرؤية من بعيد وهي جوهر لحرية أعمق داخلي
10. شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
تمنيت أن ألتقي و الأديبة والشاعرة الإنجليزية فيرجينيا وولف ، تلك الأديبة التي اشتهرت بمقالاتها ومساهماتها في أدب القرن العشرين، خصوصاً في النقد النسوي، وأثرت أعمالها في عدد من المؤلفين مثل مارغريت أتوود، ومايكل كانينجهام، وغبريال غارسيا ماركيز، وما زالت شهرتها إلى الآن كبيرة
11. ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
مهما تحدثت عما ندمت عليه أو تمنيت تغييره فلن أغير شيئا. لكن الكثير في حياتي ما كان يجب أن يحدث.
على الأقل كنت سأهتم بالوقت أكثر فأنا أشعر أن سنوات كثيرة ضاعت هباء
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
يبقى التحدي، أكره الفشل والبكاء على ذكريات لا تسمن ولا تغني من جوع، فكثيرا ما يكمن العطاء في الفقد والمنع.
13. صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن مجموعتك الشعرية الصادرة مؤخرا “أنام بين قوسين” . كيف كتبت وفي أي ظرف؟
بعدت عشر سنوات عن الكتابة قبل أن أكتب هذا الديوان لأسباب شخصية لكن عندما كتبت قصائد هذا الديوان، كتبتها عن ذاتي في نفس خرج مني ليعود إلي بالحياة.
لذا سيظل هذا الديوان “أنام بين قوسين” له مكانة داخلي وأحب كل حرف كتبني في أوراقه
14. إلى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل إلى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز. إلى دهاء وحكمة بلقيس أم إلى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
إلى الوعي والتحدي والشجاعة،
إلى التمرد والنهوض، إلى التعبير عن “لا” بكل ما تمتلكه من حق تؤمن به. نحن فعلا في مجتمع ذكوري، لكنني أعتقد أن المرأة الآن أصبحت تؤمن بحقوقها أكثر وتعيها وتستوعب كون العالم لا يحرك ساكنا دونها.
15. ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض؟
بل تحتاج الأرض بالإبداع أن تسكن أرواحنا جميعا، الواقع والإبداع يكملان بعضهما البعض. نحن لن نبدع دون واقع نعيشه ويعيشنا، والخيال وإن كان ركنا أساسيا في فكر المبدع؛ إلا أنه لا يولد إلا من واقع.
16. كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
أكثر من عظيمة، فقد خلق التواصل الاجتماعي ألفة بين الشعراء بكتاباتهم وبعضهم البعض، وقصر المسافات، وأعلن عن نجاحه في إظهار الكثير وقرب البعيدون عن الساحة الأدبية.
17. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
كل شيء ندمت عليه هو ذكرى سيئة لكن دائما تعلمني شيئا.
18. كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه ؟
لا أحب أن أنهي حديثي هذا قبل أن أشكرك على هذا الجهد الذي تبذله مع الأدباء بوافر الحب.
وبوافر وعظيم الحب والعرفان والتقدير أشكرك على هذا اللقاء الذي يثير الإبداع والأمل والجمال.
فخالص الشكر لك الصديق والأديب الغالي رضوان بن شيكار المجتهد الأصيل الخلوق