ستون عاماً بين المقاومة والبعث.. بهذا العنوان يقيم الفنان والناقد الكبير عز الدين نجيب معرضه الاستيعادي الذي يحتوي على 200 لوحة وكتاب نقدي موسوعي كبير يحمل عنوان “الفنان المصري وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية”، مساء اليوم السبت بأتيليه العرب للثقافة والفنون “جاليري ضي”، بحضور الناقد التشكيلي هشام قنديل وعدد كبير من الفنانين والمبدعين.
وعن أسباب إقامة المعرض الأن يقول نجيب: الهدف من إقامة المعرض هو عرض أعمال جديدة تولدت خمائرها بداخلى ورسمت بعض الاسكتشات لها خلال الفترة الماضية، حتى داهمتنى محنة المرض وامتدت شهورا، وحالت دون قيامى بأى مجهود لإنتاج عمل جديد، ومع الشعور بالعجز جاء الاكتئاب، وتحت تأثيره تباطأ التعافى الجسدى.
ويردف نجيب: المرض محنة، والمحنة امتحان للقدرة على المقاومة، والمقاومة عصب الحياة، ولا يتحدى العجز إلا المقاومة، وكانت الإرادة هى سلاح المقاومة، وبها تجاوزت ورسمت من جديد وأقمت معرضى بعد كل محنة، كطائر الفينيق أو العنقاء يولد من الحريق كل مرة ويحَلٌق من جديد.
وعن لوحاته يؤكد عز الدين نجيب أنها مفاجأة كبيرة حيث وجد أكثر من 30 تجربة فنية لم تكتمل، ومن ثم لم يسبق عرضها، بين لوحات زيتية كبيرة ولوحات مائية صغيرة، أو بألوان الباستل أو الجواش أو الأحبار، كانت مثل خبيئة منسية وحينها قرر أن يعيد إليها الحياة بترميمها ترميماً جزئياً أو كلياً.
ويضيف نجيب، أنه حين استعرض لوحاته بمراحلها الزمنية المختلفة، وجد أن الخيط الرفيع الذى يربط بينها جميعا رغم اختلاف موضوعاتها وتعبيراتها، هو ثلاثية الحرية والمقاومة والبعث، مؤكدا “هذه المتلازمة هى الأصل فى جوهر الطبيعة والوجود.
يقول محمود بقشيش عن عز الدين نجيب:
إن الفنان الكبير أكد في معرضه الذى أقامه بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى – أبريل ١٩٩٧ – والذى أطلق عليه عنوان “تجليات الشجرة ” انتماءه إلى خيار فني مفاده أن الحداثة يمكن استنباتها من الموروث، وأنها لا تتخالف معه فى الجذر العميق، بحكم صلة الجينات الحضارية لجسد الأمة وتاريخها.
ويقول الدكتور محمد حافظ دياب الأستاذ بجامعة بنها عن الفنان عز الدين نجيب: معرض جديد هذه المرة.. ها أنت، كرة أخرى، تخوض العالم، وتخرق الكتمان تستنهض دواخلنا وتشير علينا بالخروج. ويردف دياب “لابد أنك تعرف الطريق أكثر منا.. أنك تتنصت صراخ الحجارة ، و وجع المستضعفين ، و صوت المقهورين المشبوب لما يحز في الوريد لابد أم عيناك تتلمسان كوة الضوء و نهايته. إذن خبرنا .. دلني ، أحظى بمهابة حلمك .
فيما يحكى الدكتور محسن عطية عن عز الدين نجيب: من المحتمل أنه يرسم مجازا لروحه الخلاقة، بل لبصيرته وهى تنفذ عبر المجهول، وبهذه الطريقة يستطيع أن يغلف كل ما هو عادى أو واقعى ومألوف بغلاف من الصوفية الرمزية وهذا هو سبيل الفنان لاستخلاص المعنى الوجودي للمنظر، بالإضافة إلى التعبير عن إحساسه، بتشكيلات درامية، مستقلة عن الطبيعة وعن الوجود الزمانى والمكانى، طالما أن وظيفة الفن عنده هى تمثيل العالم الروحي، أكثر من تمثيل المرئى. وقد يستدعى الأمر إخفاء بعض التفاصيل كطريقة لتنشيط الخيال، وتقوية التأثيرالدرامى والعاطفى للصورة.