الأمطارُ
أزهارٌ من غيومٍ مُطَعَّمَةٍ بمناقِيرِ الطَّير تُبْذَرُ في الوديان العَطْشى
كُراتُ أفكارِ السَّماء
قُبَلٌ مُزَيَّنةٌ بالعَبير
ودادٌ يُطْرحُ من السَّماءِ إلى الأرض وأكُفٌ ضارِعَةٌ من الأرضِ إلى السَّماء
ودْيانٌ تَنْتظِرُ دِفءَ المطرِ ،نَماءَ الغِنى
السَّروَةُ تَرقُبُ من قمَّةِ عُلاها سمفونِيَّةً تروي عشْقَها للألحان
الوَردةُ زاهِيَةُ الشِّفاهِ تُلَملِمُ قُبلاتِ الأمطار
ألألوانُ تُصاغُ ،تُسْكَبُ ،تَنْتشِرُ على صفْحةِ لَوْحِةِ إبْهار
عاشِقٌ ماهِرٌ ولْهان يُعانقُ انْهِمارَ المَيازِيب،انْصِبابٌ كَأنَّهُ الشَّوقُ
المساكبُ الخَضْراءُ تَغْسلُ وَجْنتيْها برضابِ المَدى ،والرِّيحُ تُبارِكُ للعُشَّاق
ألمطَرُ ذوَبانُ شَذى الغيومِ على الفُقَراء
ألسَّنابلُ تَتَجاذَبُ لمُلاقاةِ النَّسيمِ المُشْبَعِ بالوَفاء
والأشجارُ تَرْقُبُ الفَرَحَ من يَدِ غَيمَةٍ تُناوِلُها أغْصانَ السَّكينة ،أعْشاشاً مُزَغْردةً هانِئة
يا غُيومُ دَثِّرِيْني بلُحُفِ السَّلام !!