كتب الدكتور “محمد عبدالله جبارة”:
الإسلام كما نزل به القرآن الكريم وحدد باقي ملامحه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
يشتمل علي: العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات.
وتكاد تلك المعاملات تمثل جماع الإسلام كله، حيث أن الأخلاق إنما تظهر عند ممارسة التعامل مع الناس.
أما العبادات فإن لم يظهر أثرها على المعاملات فلا فائدة منها ولنا في آيات القرآن الحكمة من ذلك فعدد الآيات المخصصة للأخلاق ضعف عدد الآيات الدالة على العبادات
والمعاملات أحد عشر ضعفا ويزيد
فالمعاملات خلاصة الإسلام حيث جاء الإسلام لإصلاح الدنيا وسياستها في كل جنباتها. لذلك من المنطقي أن يحصر النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه الدين كله في المعاملات عندما قال في الحديث الصحيح (الدين المعاملة)
ولا يخفي على أحد أن مجتمعنا والمجتمعات كلها تعاني أزمة أخلاقية عاتية تلقي بظلالها على كل مناحي الحياة وكل يوم تطالعنا القنوات الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية بحوادث التحرش واغتصاب الأطفال وضرب الآباء
وما دل ذلك إلا علي افتقار أدب الإسلام والأديان كلها.
وتشتد حاجاتنا إلي الأدب لنتخلص من تلك الرذائل والآفات.
فلا مناص من عودة القيم التي هجرها كثيرون وفي مقدمتها: قيمة الأدب فهو في الدين والرسالات السماوية ذو مكانة عظيمة فكل نبي أرسله الله عز وجل كُلفَ
بمهمتين رئيسيتن وأساسيتين
تصحيح العقيدة وتقويم السلوك
وقال: رسولنا الكريم
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
فالأدب خلق وسلوك ينبغي أن يحرص عليه المسلم فهو من أبرز سمات الشخصية المسلمة ومظاهر تميزها بهذا الدين الحنيف
وقال: السلف عن الأدب
هو تعليم رياضة النفس وممارسة الأخلاق
وقيل الأدب اجتماع خصال الخير في العبد
لما في الأدب من تزكية النفوس وطهارة واستقامة الجوارح
ووصفه بن عباس رضي الله عنه بقوله
(زيادة في العقل ودليل علي المروءة ومؤنس في الوحدة وصاحب في الغربة ومال عند القلة)
ويبين الإسلام كيف ينبغي أن يكون المسلم في شئون حياته وعلاقاته مع الناس وطعامه وشرابه وسلامه واستئذانه ويقظته ونومه ومجالسته وحديثه وجدّه ومزاحه ومشاركته للفرح وللرثاء ونومه واستيقاظه وتثاؤبه وجلوسه وقيامه…. كل معاملاته الشخصية والمجتمعية وجعل الحياء من دعائم الإسلام
لم يترك لنا فيها شيء إلا وأدبنا وعلمنا التأدب
فأدب المسلم هو الدين وتشريعاته وأحكامه وهو أمر غفل عنه كثير من الناس
مع إنه أمرا ضروريا للمسلم مع ربه سبحانه وتعالى ومع الرسل والخَلقُ أجمعين
فالأدب هو التطبيق العملي لأحكام الدين
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة للأمة جميعها
فالأدب خلق وسلوك ينبغي أن يحرص عليه المسلم فهو أبرز سمات الشخصية المسلمة.
لذا يتحتم علي المسلم معرفة الآداب الشرعية والالتزام بها في جميع مسالك الحياة.. في الشارع والمسجد والعمل والحوار مع الجار، في البيت،
في كافة معاملاته وتعامله والتي بها نبني المجتمع وتتلاشى الرذائل