أنا آسف
حضرة الأب المبجل الأب أرسانيوس وديد كاهن كنيسة العذراء
أعتذر لحضرتك ولذويك وأحبابك عن خطئي الفادح وتقصيري اللعين وغبائي المزمن والذي أدي في النهاية إلى مقتلك واستشهادك بهذه الطريقة البشعة وعلي قارعة الطريق وأمام أحبابك وشعبك..
أنا يا سيدي الفاضل المتهم الأول في حادث مقتلك..
بسبب طريقة تربيتي الدينية والتي كنت -أظن- أنها تقربني إلى الله، فكنت شابا أستمع إلى الشيخ كشك واعتبره غيورا على الدين وأضحك عندما يسرد الحجج والأسانيد التي في نظره تدعونا إلى كراهيتكم
وكنت بعدها أستمع إلى الشعراوي وأعتبره فقيها قبل أن أتبين نفاقه وكذبه وجهله المطبق وعدم إلمامه بالدين، بل هو مجرد حكاء يسرد أوهامه التي تصادف هوى في نفوسنا… فنقتنع بها.
وكنت رجلا أستمع إلى محمد حسان قبل أن أتبين حجم الملايين التي يتلقاها من أصدقائي ليعطيهم البراءة والغفران وأيضا تخليص الأعمال..
أنا فعلا مجرم
لأنني حتى بعد أن تبينت زيف كل هؤلاء وتجارتهم بالدين وإثراءهم بغير سبب سوى أنهم يشترون بآيات الله ثمنا، علمت يقينا أنهم مجرد تجار ولكني أجرمت في حقك حين لم أحاربهم بالقدر الكافي..
حين لم أحتقرهم بالقدر الكافي..
حين لم افضحهم بما يكفي لكي تنبذ العامة أفكارهم القميئة واللا إنسانية التي ينسبونها زورا للدين..
لذلك يا سيدي أنا مجرم مثل قاتلك… هو فقط أمسك الخنجر وغرسه غدرا وغيلة في جسدك على قارعة الطريق..
أما أنا فجرمي أشد وتقصيري أفدح، إذ أنني سمحت لهؤلاء أن يُسمعوا والواجب أن يسجنوا، وسمحت لهم أن يُبجلوا والواجب أن يدخلوا مصحات نفسية لعلاجهم من الكراهية والتعصب والفصام..
أنا سمحت بانتشارهم وتدميرهم للوعي ونزعهم للإنسانية من الإنسان، وتركتهم يمزقون لحم الوطن بزرع الفتنة بين عنصري الأمة وتحليل القتل الذي حرمه الله واستباحة الإنسان لمجرد اختلاف ديانته عنا..
لن أطلب منك أو من ذويك والمكلومين في فقدك أن تسامحونني فأنا لن أسامح نفسي ولن أغفر لنفسي تقصيري في حرب هؤلاء وفضحهم وتجريمهم ومطاردتهم في المحاكم والصحافة والإعلام حتى يتبين كل المخدوعين فيهم كم حقارتهم وإجرامهم وحتى أرفع عن الإسلام ما وصموه به من أنه دين دموي ينشر الكراهية ويشجع الإرهابيين…
أتمنى أن تصبح كل قطرة من دمك المسال غيلة وغدرا لعنة على هؤلاء بل لعنة علينا جميعا نحن الصامتون عن إجرامهم والخائفون من بطشهم وتكفيرهم لنا…
لا عذر لي أولنا بعد الآن إن لم نحاربهم بكل قوة.