كتب الشاعر أحمد الشهاوي:
ذهب الموتُ إلى علاء عريبي مُبكِّرًا، وما أصعب أن أكتب عنه الآن بصيغة الماضي ، وهو الذي كان حاضرًا برُوحِه ومرحِه وسُخريته وفلسفته التي درسها في الجامعة ، ومقاومته للفساد الذي ملأ البرَّ والبحر، في عموده اليومي بجريدة الوفد التي كان مديرًا لتحريرها.
ولم يكُن علاء عريبي مجرّد صحفيٍّ فقط بل كان باحثًا جادًّا ومُفكِّرًا ومهتمًّا بالديانات والحضارات القديمة، والمذاهب (من كُتبه: البكورية فى المجتمع التوراتى: دراسة فى ديانات الشرق الأدنى القديم. صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 2005 ميلادية)، وما لم ينشره أكثر مما ظهر على الناس، وكانت هناك محاولاتٌ لنشره لكنها توقَّفت للأسف.
كان علاء عريبي ابن طنطا ، مُحبًّا للناس ومحبوبًا وخدُوما وصاحب وجهٍ أليف بشوش ، اجتهد وسعى وتعب في مهنة الكتابة والصحافة ، لكنه حافظ على الوجه الفلسفي فيه ، ولم يجعل مهنة الصحافة تفرمه أو تُسطِّحه أو تلغيه . وارتبط بصداقاتٍ عميقةٍ مع أغلب الشُّعراء والكُتَّاب منذ أن كان يعمل في الهيئة المصرية العامة للكتاب .
لم يكن علاء عريبي رقمًا في جريدة الوفد بل كان قمرًا ، ولم يكن اسمًا في نقابة الصحفيين بل حارب من أجل حرية الصحافة ، وكتب عشرات المقالات ، وقاد حملات كثيرة عرَّضته للمُساءلة القانونية في النيابة : ( أخلى النائب العام، سبيل الكاتب الصحفي علاء عريبي ، نائب رئيس تحرير صحيفة الوفد، بكفالة 5 آلاف جنيه. ووجه أحمد عصام، رئيس نيابة استئناف القاهرة، لـ«عريبي»، تهمة إهانة القضاء والمحكمة، بناء على شكوى مُحالة من مجلس القضاء الأعلى. وقال «عريبي» وقتذاك : إنه يقدر القضاء ويحترمه، وإن نقده ينصب على قانون الإجراءات الجنائية الذي يعوق تحقيق العدالة الناجزة، مضيفا أن مطلب تعديل قانون الإجراءات الجنائية يطالب به الجميع ) .
علاء عريبي الكريم في حرفِه ، والدافق في مشاعرِه ، أما كان للمرض أن يستبقيك كي نكملَ فرحنا بك ، وبإبداعك غير المسبُوق .
….
كان يبحث علاء عريبي في مسائل دينية وأنثروبولوجية ومن مؤلفاته: (“مفهوم الصعلكة في المجتمع القبلي” “عذاب القبر من الفراعنة حتى محمد” “السرقات في كتب تحقيق التراث” “الديوان المنحول للإمام علي بن أبي طالب”) . “قبر يوسف النبي بين الشواهد الأثرية والمرويات الدينية” . “البكورية في المجتمع التوراتي ” . منها ما نشر ونفد ومنها ما زال مخطوطا . ومن أراد من الناشرين نشر كتبه فليتقدم ، وعلى الهيئة المصرية العامة للكتاب أن تعيد طباعة كتابه الذي نفد خصوصا أنه كان يوما ما أحد الكبار الذين يعملون بها .