تصدر خلال الأيام المقبلة رواية “المتقاسمون” عن الدار المصرية للطباعة والترجمة والنشر في القاهرة، بالتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسة بتوفي الأدبية بالمجر “Petőfi Literary Fund”، وقد قام بترجمة وتحرير العمل الدكتور عبدالله عبدالعاطى النجار، ومحمد سعد ليلة، والدكتور عصام السيد. وصدر الرواية في لغتها الأصلية لأول مرة عام 2019 بالعاصمة المجرية بودابست.
نصيحتي لكل من تجول في نفسه قراءة هذه الرواية: رواية تصعب مطالعتها دون تركيز وتعمق وفهم وتحليل. هذا ما ينبغي لك أن تعلمه قبل أن تشرع فيها. المتقاسمون كما سماها كاتبها أو المتقاسمان كما كان ينبغي أن يطلق عليها تندرج ضمن الأعمال الغامضة والممتعة في آن.
مما لا شك فيه أن المال يلعب دورا كبيرا في حياة الانسان ولا غنى عنه لتسيير كافة نواحي الحياة ولكن مع أهميته هذه هل يمكن أن يحقق السعادة أو يصنعها؟ ويأتينا الجواب من خلال أحداث القصة على لسان أبطالها بعد أن حصلوا على المال لكنهم لم يجدوا السعادة المنشودة، بل على العكس لم يجدوا إلا الشقاء والتعاسة في نهاية المطاف بطريقة أو بأخرى. برز هذا المعنى من خلال العديد من تصريحات أبطال روايتنا، والتي يمكن أن تكون نبراسا يضيئ للناهمين والطامعين في المال، منها مثلا لا حصرا: “المال ممل. إنه موجود في كل مكان. في الغالب يوجد حيث لا يوجد. لا يجب الانشغال به. إن كان موجودا، فعش كما لو لم يكن موجودا. وإن لم يكن موجودا، فعش كما لو كان موجودا. هذا هو القانون. لقد اكتشفت ذلك في وقت متأخر.” “أكره الترف. إنه يبعث على الكسل. يقتل الخيال. بالتأكيد الفقر لا يجعلك أفضل. لكن القليل من الحرمان في بعض الأحيان لا يضر. إنه يحافظ على الذاكرة يقظة. يلهبك. يجعلك مبدعا.”
تتلخص هذه الرواية في أن السعادة يمكن لكل شخص أن يزرعها داخل نفسه. فهناك ظروف معيشية بسيطة تجعلنا سعداء أكثر من الطرق التي نفكر بها والقرارات التي نتخذها في كثير من الأحيان.