في هذا العالم تختلف وجوه الناس ولغتهم وأشكالهم وأحوالهم وألوانهم وعاداتهم وثقافاتهم ولكن تاكد أن البشر الأخيار في كل مكان وتذكر أنهم جميعا مهما اختلفت أشكالهم وألوانهم يستنشقون نفس الأكسجين الذي تستنشقه أنت وعندما ينزفون فدمائهم حمراء
ابحث عن الناس الخيرين في أي مكان في هذا العالم وكن معهم بقلبك فقد يمنحك أحدهم الأمل حتى ولو بداخله إحباط وقد يمنحك النور وداخله مملوء بالعتمة، من قال إن فاقد الشيء لا يعطيه بل فاقد الشيء يعطيه وببزخ؛ لأنه أدرى الناس بمرارة فقدانه ولا تظن أبدا أنك خسرت شيئا عظيما عندما تغافلت عن زلة أحدهم أو عندما قابلت الإساءة بالصمت والإحسان….. هي خيرات ستعود إليك يوما ما ولا شيء يُنسى عند ربك، لذا تعامل دائما بأفضل خُلق لمن يستحق ولمن لا يستحق.. فأنت تسعى لبيت في جنة الرحمن لا لبيت في كل قلب.. تسعى لإسعاد نفسك بعمل شيء أو إحسان لطالب أو عوز حاجة، ودماثة الخلق تعطيك القوة، وإياك أن تعامل بعمق من يُعاملك دائما بسطحية فلا يليق به إلا السطحية وإن أردت أن تُسعِد نفسك لا تَقْف عند كل محطة زعل ولا تجعل من كل موقف معركة ولا تدقق على من حولك ولا تنبش ما تم تغطيته ولا تفتح ما تم قفله ولا تُداهم النوايا ولا تحرص على معرفة كل التفاصيل، فمن يقوم بذلك هم أصحاب النفوس المريضة ولن يتم شفاؤهم حتى دخول القبر. خذ من الناس ما ظهر لك منهم من خير حتى ترتاح نفسك ولا تنبش باحثا عن عيب حتى لا تُمرض نفسك، دع الخلق للخالق ودع الحياة تسير وتلك نعمة عظيمة لا يُدركها أصحاب النفوس المريضة وهي أن تترك الخلق للخالق واجعل الحياة تسير، فهناك مسير للكون بمعرفته، يعلم من أين تسطع الشمس ومن أين تغيب، كيف يسير السحاب ويرفع السماء هو فقط سبحانه…. أن تكون إنسان بسيط، لطيف، تقتبس سعادة قلبك من أصغر التفاصيل وأبسطها التي لا يلتفت لها الآخرون. تلك هي النعمة العظيمة التي يهبها الله لك. وإن مرت بك مشاعر الانطفاء،الانكسار والخيبة.. إن أتعبك الطريق وتاهت خطاك، حتى تلك الندوب التي في أعماقك مخفية. لا تحزن فغيب الله أفضل. لا تحزن فلكل حدث في حياتك قسمة وحكمة مهما ضاقت سيضيء الله في ظلامك شمعة، سيزول ما في القلب من غصة. لا تيأس فنور الله أقوى من كل عتمة واعلم أن هذه هي الحياة. من كدر إلى أنس ومن ضيق إلى سعة ومن عسر إلى يسر ومن شقاء إلى رخاء ومن بؤس إلى فرح. لا شيء يبقى على وتيرة واحدة فاصبر وابصر واصطبر لأنها ليست دارُنا ولا ديارُنا. اليوم نُؤهل وغدا نُمكن. اليوم نسعى وغدا سًنُنسى. المهم أن يكون قلبك محباً، مطمئناً بمن تحب. ابتسم وتجاوز يزهر قلبك ويُشرق وجهك الجميل؛ فإن أسوأ ما يصيب المرء فقدان الطاقة تجاه الأشياء التي سعى للحصول عليها. التي أحبها. فقدان الطاقة في التحدث مع الأشخاص المقربون لقلبه. فقدان الطاقة للمناقشات والمحادثات الطويلة. العتاب واللوم على الأشياء التي تزعج وتثير الغضب، فقدان الطاقة حتى في التعبير عن المشاعر الجميلة. ما أصعبها من لحظات وكأن كل شيء بداخلك يبدو مكسورا. كن كما أنت بذلك النشاط الذي تعود الناس رؤيتك فيه والحمد لله الذي جعلنا نعجز عن معرفة المستقبل ليكون لدينا أمل أن يكون الغد أجمل.